الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشاي.. أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم بعد الماء

أنواع مختلفة من الشاي وزراعته (أرشيفية)
24 مايو 2020 01:14

حسونة الطيب (أبوظبي)
 
ليس مجرد مشروب، بل هو جزء من الحياة اليومية، وعنصر أساسي في الضيافة، ويعتبر أكثر المشروبات قبولاً في العالم. وسواء كان أخضر شفافاً أم أسود غامقاً، فإن كوب الشاي هو عبارة عن عملية تخمير بالغة التعقيد وفن من فنون التصنيع والتقاليد في العالمين الغربي والشرقي. وتتم زراعة وإنتاج الشاي، المشروب الأكثر استهلاكاً بعد الماء، فيما يزيد عن 40 بلداً حول العالم. وكان استيراد الشاي من الصين في القرن السابع عشر، يتطلب الكثير من الجهد والمال. وبالعودة لأصل الشاي، نجد أن اكتشافه والتعرف على الخصائص العلاجية المرتبطة به للمرة الأولى، كان في الصين في العام 2723 قبل الميلاد.
ويتميز الشاي بمتطلبات زراعية مناخية معينة، تتوفر فقط في المناخ الاستوائي وشبه الاستوائي، بينما تتحمل عينات أخرى منه، مناخات بحرية مثل في المملكة المتحدة وواشنطن الأميركية.  
وبدأت رحلة الشاي من غابات الصين المورقة، حيث ازدهرت زراعة الشاي أولاً، إلى معابد البوذيين في اليابان وإلى مزارع الشاي الفسيحة في الهند وغيرها. وتسهم الاختلافات الكبيرة في الأقاليم والإنتاج، في تنوع لون ونكهة وجودة الشاي، حيث تزيد الأنواع عن 30، بجانب العادات والمهن المتصلة به. وانتشر لفظ «شا» الصيني، المرادف لكلمة شاي العربية، بسرعة حول العالم. 
ونشأت «الكاميليا الصينية»، في جنوب شرق أسيا وتحديداً في نقطة التقاء شمال شرق الهند وشمال بورما وجنوب غرب الصين والتبت، لتنتشر بعدها في ربوع العالم المختلفة. وهي نوع من النباتات التي تستخدم أوراقه وبراعمه، لإنتاج أنواع متعددة من الشاي مثل، الشاي الأبيض والأصفر والأخضر والأسود وشاي الأولونج وبوير.  
وبخلاف الاستهلاك، توجد بعض العوامل القوية التي تؤثر على سعر الشاي عالمياً مثل، التوجهات والتغييرات التي تطرأ على استهلاك الفرد وقرب الأسواق وتأثيرات الآفات المحتملة على الإنتاج. 
وتنتج مقاطعة يونان الصينية، المهد الحقيقي للشاي، شاي «بيورا»، واحد من أكثر أنواع الشاي تكلفة، حيث يصل سعر الجرام الواحد منه، لنحو 3 آلاف دولار. وبلغت قيمة السوق العالمية للشاي، نحو 52 مليار دولار في 2018، مع توقعات بأن تناهز نحو 81 مليار دولار بحلول العام 2026، مسجلاً نمواً سنوياً مركب، بنحو 5.8% في الفترة بين 2019 إلى 2026، بحسب موقع «ألايد ماركيت ريسيرش».
وتعتبر الصين، أكبر منتج للشاي في العالم بإنتاج قدره 2.5 مليون طن في 2017، في حين بلغ معدل الإنتاج في الهند ثاني أكبر الدول المنتجة، 1.3 مليون طن. وعلى صعيد الاستهلاك مقابل الفرد، تحل كينيا في مقدمة الدول، 4.9 كيلو جرام لكل ألف شخص، تجئ بعدها تركيا بنحو 3.2 كيلو جرام لكل ألف شخص، ثم فيتنام 2.7  كيلو جرام لكل ألف، بحسب موقع جلوبال تريدماج. 
وحتى يتمكنوا من المنافسة وفك الاحتكار الصيني، قام التجار البريطانيين بسرقة نبات الشاي وتهريبه من الصين والبدء في زراعته في الهند في منطقة دارجيلينج وفي جزيرة سيلان، ما جعلهما من الدول المصدرة الكبيرة. وشاع شرب الشاي في بريطانيا خلال القرن السابع عشر.  
لعب الشاي ولقرون عدة، دوراً هاماً في الثقافات الآسيوية كمشروب غذائي وعلاجي ورمزاً يدل على مكانة الأشخاص. وفي رحلته عبر التاريخ، بدأ الشاي من قارة أسيا ومن الصين على وجه التحديد مروراً باليابان والهند وغيرها. 
ويعود تاريخ استخدام كلمة شاي الحالية في اللغة الصينية للقرن الثامن، ذات الفترة التي شهدت زراعته في جبال «مينج» بالقرب من مدينة تشنغدو. كما يعود أول دليل لغلي الشاي، لسلالة هان. وبين سلالتي تانج وكوينج، تمت زراعة أول 360 ورقة للشاي، في هذه المنطقة، ليتم قطفها كل ربيع ومن ثم جلبها للإمبراطور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©