الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الطباعة.. من الحجر إلى البشر

الطباعة.. من الحجر إلى البشر
23 مايو 2020 01:17

حسونة الطيب (أبوظبي)

رحلة ليست بالقصيرة تلك التي قطعتها مسيرة الطباعة، من النقش على الحجر والجدران، إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تثير الدهشة والإعجاب وتتخطى الحروف، إلى الإسهام في بناء المستشفيات والصروح العملاقة، والتي تعتبر ثورة قائمة بذاتها، وتقوم بطباعة الأعضاء البشرية وقطع الغيار وأجزاء البنايات وغيرها.

تمكن الإنسان منذ العصر الحجري، من نقل صور الحيوانات التي يصطادها عبر رسمها على جدران الكهوف، باستخدام العظام المجوفة، مستلهماً ذلك من الآثار التي تخلفها مخالب الحيوانات على هذه الجدران والأقدام على الأرض. وتمثلت الطباعة لدى الحضارات القديمة، في الأختام التي يتم وضعها على الرسائل الملكية أو الخاصة في منطقتي سوريا والعراق في 5000 قبل الميلاد، بجانب استخدامها في حضارات أخرى لأغراض تجارية كالهندية، في حين تعتمد المصرية والإغريقية على الكتابة اليدوية والنسخ.
والصينيون، هم أول من اخترع طريقة الطباعة على الورق، حيث بدأوا طباعة الرسومات والزخارف على الأقمشة، في القرن الأول الميلادي، وقبل اختراع الطباعة، تم استخدام العديد من المواد المختلفة لنسخ الكتب مثل، الطين والبردي والشمع والمخطوطات الرقية.

ويعود الفضل لاختراع أول آلة طباعة بشكلها الحديث، للألماني يوهانز غوتنبرغ، في عام 1450 بعد عودته من منفاه السياسي في فرنسا، وإطلاقها على الصعيد التجاري، وأسهم الاختراع في نشر الثقافة والعلوم والمعرفة في الأنحاء المختلفة من قارة أوروبا، عبر طباعة ملايين الكتب وانتشار الصحف، وبحلول عام 1500، تمت صناعة ما يزيد على 1000 آلة طباعة من طراز غوتنبرغ في أوروبا، ليناهز عدد الكتب التي تمت طباعتها حتى عام 1600، أكثر من مليوني كتاب.
وعند نهاية القرن العشرين، بدأت المطابع وفي ظل عملها التقليدي، الدخول في نفق المعاناة، مع ظهور الإنترنت والنشر الرقمي، وكانت شركات البريد المباشر، أول من يهجر الطباعة التقليدية واللجوء للبريد الإلكتروني لإرسال الإعلانات، وبحلول عام 2010، تحولت معظم شركات الطباعة، للطباعة الرقمية، حيث المرونة والسرعة والدقة والكفاءة وزيادة الإنتاج.
ويسهم قطاع الطباعة بنسبة كبيرة في اقتصادات الدول، حيث تجاوزت عائداته في أميركا 82 مليار دولار في 2018، بينما بلغت قيمة قطاع الطباعة العالمي في ذات العام، نحو 980 مليار دولار، مدفوعاً بالطباعة الرقمية وعمليات التغليف والملصقات.
وتلعب الطباعة دوراً هاماً في المجتمعات وفي اقتصادات الدول، التي بفضلها ازداد عدد المقبلين على تعلم القراءة والكتابة ونقل المعرفة، بجانب مساعدتها في نشر الأفكار الدينية. كما ساعدت في النهوض بالعلوم الطبية وترجمتها من لغة إلى أخرى، ويكمن الهدف الأساسي لقطاع الطباعة، في إيصال رسالة العميل للجمهور في شكل من الأشكال المنشورة، سواء كانت صحيفة، أو مجلة، أو كتاباً، أو دليلاً أو تغليف منتج ما. وتأخذ الشركات العاملة في صناعة الطباعة، رسالة العميل لتقوم بتصميم المنتج النهائي ووضعه وطباعته، اعتماداً على الخدمات المتاحة. وفي حين تقدم بعض المطابع، مجموعة كاملة من خدمات التصميم والتخطيط، تقتصر أخرى على الطباعة فقط.
شهدت طباعة الكتب عبر التاريخ مراحل عدّة، وصولاً إلى تكنولوجيا الطباعة الحديثة؛ بدايةً من الألواح الخشبية والصلصالية والرق، وصولاً إلى الورق، ثمّ الطباعة ثلاثية الأبعاد. يعود الفضل لمخترع الآلة الطابعة يوحنا غوتنبرغ، التي صنعت في ذلك الحين من النّحاس والتي غيرت شكل الحياة على كوكب الأرض لدرجة كبيرة. ويوحنا غوتنبرج (1397-1468) اسم لمع في مدينة ماينـز بألمانيا، وارتبط باختراع فن المطابع، وذلك عام 1436، وكان هذا الاكتشاف إيذانًا بعصر جديد في انتشار العلم والتقاء الحضارات، وتبادل الثقافات، وظهر أول كتاب مطبوع في أوروبا ما بين (1440-1450م) وذلك بالحروف اللاتينية المتحركة. وبرغم السرية التي أحاط بها غوتنبرج اختراعه، فإن الطباعة انتشرت انتشاراً سريعاً في البلاد الأوروبية الأخرى؛ حيث ظهرت الطباعة في روما سنة 1465م، وفي البندقية سنة 1469م، وفي باريس سنة 1470م، وفي برشلونة سنة 1471م، وفي إنجلترا سنة 1474م.وفي عام 1486م عُرفت الطباعة بالحروف العربية، وطبع في عام 1505م في مدينة غرناطة كتابان بالعربية هما: وسائل تعلُّم قراءة اللغة العربية ومعرفتها، ومعجم عربي بحروف قشتالية.


مراحل
مرت آلات الطباعة، بالعديد من مراحل التطوير، حيث ظهرت آلات تعمل بالبخار، توفر الجهد على العامل وتزيد من عدد النسخ المطبوعة، وفي القرن التاسع عشر ابتكر ريتشارد هُو، الطباعة الدوارة، التي تعمل عبر تثبيت الأحرف على أسطوانة دوّارة، ومرور الورق من تحتها.

أنواع
توجد عدة أنواع من الطباعة منها، الأوفست، التي يعود تاريخ اختراعها لعام 1798 للكاتب الألماني الوي سينفلدر، ويعتمد هذا النوع من الطباعة التجارية، على الماء والحجر وأسعاره عالية، وحديثاً تم استبدال الحجر بألواح من رقائق المعادن، وطباعة الحروف، هي العملية الأصلية التي اخترعها غوتينبرغ. وطباعة النقش، التي لا تزال تعتمد عليها الشركات في طباعة الترويسة وطباعة الأدوات المكتبية.

رقمي
أصبحت الطباعة الرقمية، هي النوع السائد في الوقت الحاضر والأكثر مواكبة للعصر، أما الطباعة ثلاثية الأبعاد، فهي ثورة قائمة بذاتها وتختلف كلياً عن بقية هذه الأنواع، حيث تقوم بطباعة الأعضاء البشرية وقطع الغيار وأجزاء البنايات وغيرها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©