الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبطال «خط الدفاع الأول» حماة الوطن في مواجهة «كورونا»

أبطال «خط الدفاع الأول» حماة الوطن في مواجهة «كورونا»
20 مايو 2020 02:22

أبوظبي (الاتحاد)

في الوقت الذي نجلس في بيوتنا آمنين مطمئنين، هناك من تسهر عيونهم على سلامتنا، بعيدين عن أهلهم، يواجهون أصعب التحديات، لتوفير الرعاية الطبية للمرضى، في شهر رمضان المبارك، شهر الخير والرحمات، فهم بجدارة خط دفاعنا الأول، وكما قال عنهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «شكراً خط دفاعنا الأول، شكراً لتضحياتكم، وسهركم، وبذلكم من أجل الوطن، أنتم حماة الوطن، وسياجه وجنوده المخلصون».
ومنذ اللحظة الأولى لانتشار فيروس كورونا، تحمّل العاملون في القطاع الطبي العبء الأكبر، لمواجهة الوباء، وبفضل جهود كل من يرتدي المعطف الطبي الأبيض، من أطباء وممرضين ومسعفين، سجّلت الإمارات ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد حالات الشفاء من فيروس كورونا المستجد، فهم يقفون عيناً ساهرةً في خطوط الدفاع الأولى، في مستشفيات الدولة، وفي مراكز العزل والحجر الصحي، وفي وحدات الفحوص والاختبارات، ونقاط التوعية الصحية، حرصاً على سلامة أفراد المجتمع.
أحد جنود خط دفاعنا الأول الدكتور أمجد الدغمة، طبيب عناية مركزة في مستشفى الرحبة، التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، الذي يعيش بعيداً عن عائلته وأطفاله منذ شهر ونصف الشهر، يمضي أيامه بين المستشفى والفندق، ساهراً على سلامة المرضى، قال: «على الرغم من الحب الكبير للعائلة والأطفال ولحظات الجلوس سوياً على مائدة الإفطار في رمضان مع الأهل والأحباب، فإن إنقاذ حياة مريض وتقديم الرعاية الطبية لمن يحتاجها لا يمكن أن تقاس أبداً، فطبيعة عملنا في العناية المركزة مختلفة، خاصة في ظل ظروف انتشار فيروس كورونا، فإننا نواجه يومياً العديد من الحالات التي تحتاج لعناية فائقة ووضعها على التنفس الاصطناعي، لوصولها إلى مرحلة متقدمة وتمكن الفيروس منها». وأضاف أنها لحظات حرجة، يقف فيها الإنسان أمام مسؤولية كبيرة، ويبذل فيها الطبيب كل ما أوتي من أجل مساعدة المريض وتقديم العلاج له، وفي هذا المكان، فإن الطبيب هو الوحيد الذي يقف بجانب المريض بعد الله، وهو كل شيء بالنسبة له، لأنه لا يمكن لحبيب، أو قريب، أو صديق، الدخول مع المريض إلى المستشفى في ظل هذه الظروف، وهذا يضع الطبيب والكادر الطبي المعالج في أعلى درجات المسؤولية التي تحتم عليهم نسيان أنفسهم، والتركيز فقط في كيفية إنقاذ حياة إنسان يعاني المرض.
وأوضح أن الكادر الطبي والتمريضي، الذين يعملون في العناية المركزة، يواجهون يومياً مواقف تمتزج فيها لحظات الفرح مع لحظات الحزن، الفرح لتحسن حالة مريض والاستجابة للعلاج والخروج من العناية المركزة، والذي يعني بداية طريق الشفاء، والعودة لممارسة حياته الطبيعية، والحزن لبعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج، نتيجة مضاعفات الإصابة بالفيروس والتأثر بالأمراض الأخرى التي يعاني منها، وبالتالي مفارقته للحياة.
 
تغير جذري
وأكد الدكتور محمد ميلاد إسماعيل، رئيس أقسام الباطنية في مستشفى العين، التابع لشركة «صحة»، أن حياة الكوادر الطبية، تغيرت جذرياً منذ بداية أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، وتضاعف الجهد، وزادت ساعات العمل، التي تصل لنحو 12 ساعة متواصلة، حتى نتمكن من متابعة جميع الحالات المصابة، والتي يتم تحويلها إلى مستشفى العين.
وقال إنه يعمل ضمن فريق طبي قيادي، مكون من رؤساء عدة أقسام، يجتمع يومياً، ويناقش وضع جميع الحالات التي يتم إدخالها إلى المستشفى والاتفاق على الخطة العلاجية، إلى جانب المتابعة الآنية لكل المرضى، وهذا يضاعف الضغوط الجسدية والنفسية على جميع العاملين في القطاع الصحي، الذين يبذلون جهوداً كبيرة من أجل تقديم رعاية صحية متميزة للمرضى، والتعامل بحرفية مع جميع الحالات.
 
دعم القيادة
 قال الدكتور مصطفى علي حمود، اختصاصي أمراض باطنية في مستشفى الرحبة، التابع لشركة «صحة»، إن للدعم اللامحدود من قبل قيادة دولة الإمارات للعاملين في القطاع الصحي، خاصة الأطباء والممرضين، كان له أكبر الأثر في نفوسهم، وأزال التعب والمعاناة التي يجدونها، خاصة رسالة الشكر النصية التي تلقوها من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات».
وأضاف أن عمله يقتضي التعامل المباشر مع المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، ويحرص مع زملائه على تقديم رعاية طبية متميزة لهم، ومتابعة حالتهم وإجراء الفحوص اللازمة، حتى يمنّ الله عليهم بالشفاء، وتكتمل فرحتهم عندما تتحسن حالة المصاب، ويغادر المستشفى سالماً معافى.

رد الجميل
 تقول فاطمة محمد سيف الشامسي، رئيس قسم التمريض في مستشفى العين: «نبذل كل ما في وسعنا، خدمةً لدولتنا الحبيبة دولة الإمارات، ولشيوخنا، أطال الله بأعمارهم، حتى نرد ولو جزءاً بسيطاً من الجميل، فدولتنا لم تبخل علينا بشيء. أقوم بواجبي في العمل التمريضي، إلى جانب الواجبات الإدارية والتنظيمية التي أقوم بها من خلال موقعي للإشراف على أعمال قسم التمريض، والحرص على توفير كل المتطلبات للكادر التمريضي، إلى جانب تنسيق العمل مع الكادر الطبي، ونحرص على متابعة المرضى، وتقديم الرعاية الصحية لهم وتقديم الدواء في الأوقات المحددة». وأضافت أن الكادر الطبي والتمريضي يتألمون، وينتابهم القلق عند وصول أي مصاب بفيروس كورونا إلى المستشفى، ويفرحون عند خروج أي مريض من العناية المركزة وتحسن حالته، ويفرحون أكثر عند خروجه من المستشفى معافى، ليعود إلى ممارسة حياته الطبيعية بين أهله وأحبابه.

فرحة الشفاء
 تعمل لولا محمد عبيد، مشرفة تمريض في مستشفى العين، ساعات طويلة، وتؤدي عملها كمسؤولة عن الكادر التمريضي، وتحويل المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، وتمضي أحياناً وقت الفطور أو وقت السحور في المستشفى، وتحرص على التوفيق بين واجباتها في العمل، وواجباتها الأسرية. ومن المواقف التي تواجه الفريق التمريضي والإداري، وجود حالات لعدة أفراد من عائلة واحدة ويحتاجون لمكان يتسع لهم جميعاً، ليكونوا مع بعضهم بعضاً، ويتلقوا العلاج معاً، أو وجود طفل يحتاج لوجود والدته معه. أما حورية القصاص، نائب مدير إدارة المخاطر والكوارث بمستشفى العين، فإن طبيعة عملها توجب عليها العمل لساعات طويلة، للتخطيط للعمليات ودعم الكوادر الطبية لخدمة المرضى ومكافحة هذا الوباء، إذ إن جميع الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية يعملون ويتشاركون بخبراتهم لمحاربه الوباء، والحد من انتشاره.  

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©