الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دليل إرشادي للحد من هدر الغذاء في أبوظبي

دليل إرشادي للحد من هدر الغذاء في أبوظبي
20 مايو 2020 01:46

إبراهيم سليم (أبوظبي)

تنظم هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، حملات إرشادية لتوعية المستهلكين بأهمية الترشيد، وغرس هذه الثقافة، وحملات حول أساليب تخزين الغذاء بالشكل الصحيح، وأهمية الاستهلاك بحسب الحاجة فقط لتقليل هدر الغذاء، وأكدت «الهيئة» أنها انتهت من إعداد المسودة الأولية للدليل الإرشادي بشأن تقليل هدر الغذاء -قطاع خدمات الطعام.
وأكدت «الهيئة» أنه تم إعداد هذا الدليل وفقاً لأفضل الممارسات في إعداد التشريعات التي تنتهجها «الهيئة» والمتضمنة في دليل إعداد التشريعات والسياسات الخاص بـ«الهيئة»، وجاءت مسودة هذا الدليل الذي يعد الأول من نوعه في هذا المجال تماشياً مع التوجهات الحكومية والخطة الاستراتيجية لـ«الهيئة»، كونه جزءاً من منظومة الأمن الغذائي.
وذكرت أنه تم تطوير هذا الدليل لتوفير التوجيه ومساعدة قطاع خدمات الطعام للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة من خلال تقليل مخلفات الطعام بما يتوافق مع تشريعات هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، فيما يخص السلامة الغذائية وأفضل الممارسات الدولية في مجال التقليل من هدر الغذاء. 
ويتبع هيكل هذا الدليل الاستراتيجيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» بشأن الحد من الفاقد والمهدر في الغذاء، والتي تتلخص في أن تكون الأولوية للخيار الأكثر ملاءمة للبيئة.
ويُمَكّن هذا الدليل قطاع خدمات الطعام من تطوير خطط الحد من هدر الطعام، وإشراك المستهلكين للمساهمة في الحد من هدر الطعام من خلال نشر الوعي، بالإضافة إلى توفير خيارات مختلفة لتناول الطعام «على سبيل المثال تقديم أحجام مختلفة للوجبة» والتي يمكن أن تساعد المستهلك على تقليل هدر الطعام.
كما أصدرت «الهيئة» مؤخراً 36 دليلاً إرشادياً للمحافظة على جودة الثمار بعد الحصاد تغطي 41 محصولاً، وذلك إيماناً منها بأن معاملات ما بعد الحصاد تعد أحد العناصر المهمة في مراحل الإنتاج وركناً مهماً في منظومة الأمن الغذائي، حيث تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» إلى أن اتباع الممارسات الصحيحة لمعاملات ما بعد الحصاد يعمل على زيادة فترة صلاحية المنتج للتداول والاستهلاك، كما يضمن تقليل الفاقد من الإنتاج بنسبة تتراوح من 20% إلى 50%، ومن هنا تكتسب معاملات ما بعد الحصاد أهميتها في كونها تسهم في زيادة إنتاج الغذاء ودعم الأمن الغذائي، بالإضافة إلى تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات، وبالتالي زيادة دخل أصحاب المزارع التي تطبقها.

مساهمة التشريعات
تعد تشريعات السلامة الغذائية واحدة من أهم ركائز ومكونات استراتيجيات الحد من فقد وهدر الغذاء الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، حيث إن الممارسات السليمة في التعامل مع الغذاء تساعد في الحد من تلف الغذاء الذي يعد أحد أهم الأسباب المؤدية إلى فقد وهدر الغذاء خلال مراحل السلسلة الغذائية، وعليه فقد قامت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بإصدار حزمة من التشريعات فيما يخص السلامة الغذائية خلال مراحل السلسلة الغذائية، كما أصدرت أدلة توضيحية للمنشآت الغذائية تشرح التشريعات بصورة مبسطة وسهلة، وأدلة الممارسات الزراعية الجيدة والتي من شأنها تقليل الفقد والهدر أثناء عمليات الحصاد والنقل. 
وتتبع التشريعات الصادرة عن «الهيئة» نهج تحليل المخاطر، حيث يتم الحكم على سلامة المنتج وفقاً للأدلة العلمية مما يسهم في الحد من فقد وهدر الغذاء، أما على مستوى التشريعات الاتحادية، فقد بادرت «الهيئة» أيضاً بالتعاون مع الجهات الاتحادية في التحديث والتعديل على اللوائح الفنية ذات العلاقة بالبطاقة الغذائية، وتاريخ الإنتاج والانتهاء للمواءمة مع الممارسات العالمية. وتعد تواريخ الصلاحية من أهم العوامل التي تسهم في الحد من فقد وهدر الغذاء، ولذلك عملت «الهيئة» أيضاً على إصدار أدلة إرشادية بهذا الشأن للمُصنّعين توضح كيفية الامتثال للتشريعات ذات العلاقة. 

استدامة الأمن الغذائي
تؤدي «الهيئة» دوراً محورياً في استدامة منظومة الأمن الغذائي في الإمارة من خلال البرامج والمبادرات التي تستهدف رفع كفاءة سلسلة الإنتاج وتقليل الفاقد والهدر، من خلال الدورات التدريبية للعاملين في المنشآت الغذائية والقطاع الزراعي، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من الحملات الإرشادية التوعوية للمستهلكين بمختلف قنواتنا الإعلامية، وحثهم على ضرورة اتباع سلوكيات الشراء الصحيحة، وترشيد الاستهلاك للحفاظ على الغذاء، وتقليل الهدر، وبالتالي ضمان استدامة الأمن الغذائي.
وفيما يتعلق بجهود «الهيئة» في الحد من عمليات هدر الغذاء، أفادت بأنه من منطلق دور «الهيئة» في الإشراف على قطاع الزراعة، تقوم «الهيئة» بتقديم الدعم الفني والإرشاد الزراعي وتوعية المزارعين نحو أفضل الممارسات التي يمكن اتباعها للمحافظة على جودة الثمار بعد حصادها عن طريق سرعة تبريدها مباشرة بعد الحصاد وتخزينها في درجات الحرارة المثلى، وذلك لزيادة فترة صلاحية الثمار، وبالتالي تقليل الفاقد منها، بالإضافة إلى توجيه المزارعين لزراعة الأصناف الأكثر ملاءمة لمناخ الدولة وطبيعة الأراضي الزراعية، وذلك بهدف ضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المحدودة، وتقديم التوصيات للمزارعين حول التقنيات الزراعية الملائمة التي تساعد على رفع كفاءة الإنتاج الزراعي، وأهمية استخدام الموارد المتجددة مثل الطاقة الشمسية والمياه المعاد تدويرها، وتقوم «الهيئة» أيضاً بتقديم برامج تدريب للعاملين في قطاع الزراعة تسهم في بناء الوعي لديهم حول مفهوم الاستدامة وتساعد على تأهيلهم لاستخدام الأدوية والمبيدات بالطريقة الصحيحة، والقيام بعملية الحصاد بشكل يحافظ على جودة المنتج الزراعي ويقلل التلف خلال عملية ما بعد الحصاد. وبالنسبة للعاملين في المنشآت الغذائية الصناعية، وقطاع المطاعم والفنادق، فهناك برامج متخصصة لتدريبهم حول كيفية التعامل مع الغذاء بطريقة آمنة تحافظ على سلامة الغذاء للمستهلك، وتقلل من حجم الفاقد الناجم عن تلف أو تلوث الغذاء.

حملات لتوعية المستهلكين 
 تقوم «الهيئة» بحملات إرشادية لتوعية المستهلكين حول أساليب تخزين الغذاء المنزلي بالشكل الصحيح، وأهمية الاستهلاك بحسب الحاجة فقط، لتقليل هدر الغذاء، كما تعمل «الهيئة» بالتعاون مع جهات أخرى، مثل الهلال الأحمر الإماراتي «مشروع حفظ النعمة»، على عقد الورش التوعوية في المدارس والجامعات للتوعية حول أهمية الحفاظ على الطعام والحد من الهدر ودور المستهلك في استدامة الأمن الغذائي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©