الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سلاح الجو الليبي يكثف غاراته على «الوطية»

الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني الليبي تقتاد عناصر الميليشيات التي تم أسرها خلال المعارك (أ ف ب)
20 مايو 2020 00:16

حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة) 

شن سلاح الجو الليبي غارات على الميليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين في محيط قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد، وذلك بعد ساعات قليلة من سيطرة حكومة الوفاق على القاعدة العسكرية الأبرز غرب البلاد.
وكشفت غرفة عمليات الكرامة عن مقتل 20 مسلحاً تابعين لحكومة الوفاق، بعد غارات جوية لسلاح الجو على قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد.
تأتي غارات سلاح الجو الليبي بعد انسحاب الوحدات العسكرية التابعة للقوات المسلحة، امتثالاً لأوامر القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر. وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث العسكري الليبي إن قرار الانسحاب من القاعدة يأتي بعد تقدير المشير حفتر للموقف الميداني في الوطية.
وأشار المسماري، في مؤتمر صحفي، إلى أن القوات المسلحة الليبية انسحبت من قاعدة الوطية تحت غطاء جوي من سلاح الجو، لتأمين عناصر قوات الجيش الليبي ومعداته الصالحة للعمل، مضيفاً «سحب قواتنا ومعداتنا من الوطية بدأ منذ أشهر بشكل تدريجي.
وألمح إلى عزم قوات الجيش الليبي على استرجاع قاعدة الوطية الجوية، مشيراً إلى دعم البوارج والمقاتلات التركية للميليشيات المسلحة والمرتزقة للسيطرة على القاعدة العسكرية.
وعن الوضع الميداني في طرابلس، أكد المسماري أن القائد العام للجيش الليبي قرر إعادة تمركز القوات المسلحة في بعض محاور القتال إلى نقاط جديدة، موضحاً أن عمليات إعادة التمركز قد تتضمن سحب أو إعادة بعض القوات إلى مواقع سابقة في عملية تكتيكية، وأن خطوات الجيش الوطني الأخيرة في الوطية ومحاور طرابلس محسوبة، وجاءت بعد دراسة دقيقة للموقف، ولها حسابات عسكرية لن يكشف عنها.
ميدانياً، تصدت قوات الجيش الليبي لهجوم للميليشيات المسلحة على مدينة الأصابعة غرب البلاد، ما أدى لتكبيد مسلحي الوفاق خسائر فادحة، وتم خلاله تدمير عربة مدرعة تركية وعدد من الآليات، ومقتل عدد من الأفراد، وهروب ودحر المسلحين. واعتبرت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني وليامز، أن سيطرة حكومة الوفاق على قاعدة الوطية جنوب غرب طرابلس قد تؤدي لتصعيد إضافي للحرب، مشيرة إلى تصاعد القتال في المناطق المدنية بين ميليشيات الوفاق وقوات الجيش الليبي.
جاء ذلك في إحاطة وليامز التي قدمتها أمس الثلاثاء، إلى مجلس الأمن الدولي حول تطورات الأوضاع في ليبيا.
وطالبت وليامز في إحاطتها بضرورة وقف الاعتداءات ضد المدنيين والمنشآت المدنية في ليبيا، مجددة الدعوة إلى وقف شامل لإطلاق النار في البلاد، محذرة من تزايد التدخل الخارجي وتدفق السلاح إلى ليبيا.
وشددت على ضرورة الضغط على الجهات الدولية والإقليمية التي تزيد من الأزمة الليبية، محذرة من أن الحرب في ليبيا ستتسع وستفضي لنتائج وخيمة بسبب التدخل الأجنبي.
وأكد وليامز أن نحو مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية نتيجة للقتال وتأثيرات فيروس كورونا في ليبيا، مجددة الدعوة إلى وقف شامل لإطلاق النار في ليبيا ووقف الاعتداءات ضد المدنيين والمنشآت المدنية، ومحاكمة منتهكي القانون.
ودعت وليامز إلى عودة عمل المطارات كما دعت حكومة الوفاق إلى إعادة الطبيعة المدنية لمطار معيتيقة الدولي، وجددت كذلك الدعوة إلى وقف شامل لإطلاق النار في ليبيا وعودة أطراف الأزمة للعملية السياسية.
وتؤكد تصريحات وليامز ما أفاد به الجيش الليبي بتحويل حكومة الوفاق لمطار معيتيقة الدولي إلى قاعدة عسكرية لتسيير الطائرات التركية المسيرة، واحتضان غرف عمليات تتبع المستشارين الأتراك في طرابلس.
إلى ذلك، أدانت سرية شؤون الجرحى بمجموعة عمليات المنطقة الغربية الاعتداء التركي على سيارات الإسعاف وقصفهم بالطيران المسير وقتل المسعفين والمصابين أثناء تحركهم على الطرقات العامة.
واستغربت سرية شؤون الجرحى التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في بيان لها صمت المجتمع الدولي ومنظمات وجمعيات حقوق الإنسان المحلية والدولية عن هذه الأفعال الاجرامية التي لا تمت للأعراف والقوانين والأخلاق الإنسانية بشيء.
سياسياً، استنكرت وزارة الخارجية بالحكومة الليبية المؤقتة العدوان الغاشم على قاعدة الوطية الجوية بحرًا عن طريق البارجة التركية التي دخلت المياه الإقليمية الليبية، وطائراته المسيرة جوًا، وميليشيات فايز السراج الإرهابية برًا، منتهكين سيادة ليبيا، ضاربين بكل العهود والأعراف والقوانين الدولية عرض الحائط، منتهزين فترة الهدنة التي سمحت بها القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، استجابة منها لطلب كل الأصدقاء والأشقاء كي تبادر بهذه الخطوة الإنسانية، احترامًا لشهر رمضان المبارك، وتقديرًا للوضع الذي تمر به ليبيا والعالم أجمع جراء جائحة كورونا.
وأكدت الخارجية الليبية أن استهداف قاعدة الوطية لن يثني الجيش الليبي عن استمراره في معركة الوطن وتحريره من براثن الإرهاب والمرتزقة والميليشيات، حتى قيام دولة القانون والمؤسسات، ونهاية الإرهاب، والتوزيع العادل للثروات، والقضاء على الميليشيات، واستعادة كرامة الوطن والمواطن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©