الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مانع سعيد العتيبة: رمضان شهر الإنتاج الفكري والأدبي

مانع سعيد العتيبة: رمضان شهر الإنتاج الفكري والأدبي
20 مايو 2020 00:19

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

أكد معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة، المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة، أن شهر رمضان المبارك يمثل له الكثير، وهو قبل كل شيء شهر عبادة يتقرب فيه المسلم من خلال صيامه وقيامه إلى الله سبحانه وتعالى، ويلتقي فيه الأصدقاء، ويصل فيه المؤمن أقرباءه وأصحابه، وتزداد فيه الروابط الاجتماعية قوة ومتانة، موضحاً إلى أنه شهر يتميّز عن باقي الشهور بروحانيته وجمالية، وما يحمله من ود ومحبة وتسامح وتواصل مع الآخرين.
وتابع معاليه، في حديثه إلى (الاتحاد): بالنسبة لي، فإن هذا الشهر بالإضافة إلى ما ذكرته سابقاً، فإنه شهر الإنتاج الفكري والأدبي، كما أنه شهر التنمية الفكرية والثقافية، مشيراً إلى أنه في هذا الشهر يهتم أكثر بقراءة القرآن، ويستعيد شرح آياته وسوره بتمعنٍ وتدبر، وهذا جانب مهم في التنمية الثقافية الذاتية أيضاً.
وأضاف: في هذا الشهر الفضيل، خاصة في ظل الجائحة التي تمر علينا، حالياً أعد بعض الكتب الهامة لقراءتها، حيث لا يتوافر لي الوقت الكافي في غير شهر رمضان للاطلاع عليها، منوهاً إلى أهمية ما يقدمه في هذا الشهر عبر قدراته الإبداعية في نظم الشعر وعمل الأبحاث والدراسات، التي يجد نفسه فيها، ويساهم من خلالها للمساهمة في الحراك الثقافي والفكري في الوطن، والعالم أجمع.
وأشار معاليه، إلى أن سكون الليل بعد انفضاض المجلس الرمضاني، يوفر الجو المناسب له للإنتاج والإبداع، مؤكداً أن معظم دواوينه الشعرية، وإصداراته الأدبية ولدت في مثل هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، الذي ينتظره بشوق وانتظار عاماً بعد آخر.
وحول الذكريات الخاصة المرتبطة بهذا الشهر في ذاكرته، يقول الدكتور مانع سعيد العتيبة: أولى هذه الذكريات ما أخبرتني به أمي، أنني ولدت في شهر رمضان، وبالتحديد في السابع والعشرين منه أي ليلة القدر، وهذا يجعلني أنظر إلى هذا الشهر بحب واعتزاز وارتياح، وقبل أن ترحل أمي إلى جوار ربها قامت بتسليمي تلك (التابلة الذهبية)، التي قامت بعملها لي عند صائغ ماهر، وعلى هذه (التابلة) خط الصائغ اسمي وتاريخ ميلادي، وفي رمضان من كل عام أقوم بوضعها أمامي والتأمل في خط الصائغ الجميل، وأستعيد من خلالها طفولتي في أبوظبي قبل البترول. 
مضيفاً: ثاني هذه الذكريات الهامة، هي قيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، بقطع النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل في حرب العاشر من رمضان، الموافق السادس من أكتوبر 1973، فقد كان موقفاً تاريخياً شجاعاً، وكان لي شرف إعلانه في مؤتمر صحفي، عقدته في وقت متأخر في الكويت يوم 17 أكتوبر 1973، ومؤتمر صحفي صباح 18 أكتوبر 1973 في أبوظبي، وهناك العديد من الذكريات التاريخية الجميلة التي مرت في حياتي بهذا الشهر المبارك. 
وأوضح معاليه، أن في هذا الشهر الذي نعيشه هذا العام، نقف فيه بخشوع أمام الله سبحانه وتعالى، لنسأله رفع البلاء وإزالة الوباء، الذي أصاب العالم كله بالشلل والجمود، قائلاً: لأول مرّة في حياتي أعيش هذا الحدث الرهيب، وأرى العالم كله يتخبط، أمام وحش كورونا المفزع، والذي يحصد الأرواح، ويعطل الاقتصاد، ويحبس الناس في بيوتها، ويعطل المدارس ومكاتب العمل وحركة الطيران، ولأول مرة كذلك أشعر بالحرمان من صلاة التراويح في المسجد، فقد أغلقت جميع المساجد أبوابها، وخلت من الخاشعين والمتضرعين إلى الله بسبب ذلك الوباء، وتحاشياً لانتقال الفيروس بين المصلين، ولكن رغم شعور الحزن، فإنني أجد نفسي وأنا أصلي جميع الفروض داخل المنزل في جوٍّ روحاني تغمرني فيه الطمأنينة والسكينة.
وتحدث معاليه، عن الإنتاجية في مثل هذا الشهر المبارك، مؤكداً أنها تزيد، خاصة في رمضان الحالي، الذي يأتي في ظروف الوباء العالمي الكبير، فأولاً لا مجالس رمضانية ولا زيارات للأهل والأصدقاء، فيشعر أن الوقت كله ملكه، وهذا ما يحتاج إليه لممارسة الكتابة بمختلف أشكالها والإبداع، وخاصة في الشعر، مبيّناً في حديثه أنه لا يمر يوم من أيام هذا الشهر الفضيل، دون أن ينظم قصيدة أو يكتب مقالة أو يبدأ بعمل بحث أو دراسة في موضوع محدد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©