السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المؤلف والفقي في أمسية شعرية افتراضية

المؤلف والفقي في أمسية شعرية افتراضية
20 مايو 2020 00:18

محمد عبدالسميع (الشارقة)

نظّم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمسية شعرية افتراضية، أمس الأول، شارك فيها كلٌّ من الشاعر البحريني علي حسن المؤلف، والشاعرة المصرية هبة الفقي، فيما أدارت الأمسية الشاعرة شيخة المطيري.
ذهب الشاعر المؤلف إلى فلسفة نصوصه العموديّة الساحرة، ببصمته الخاصّة التي ظلّت تصنع للبيت الواحد في قصيدة عمودية مزاجاً مؤثّراً، وذلك لتقنيات الشاعر في كسر التوقع والاشتغال داخل بنية البيت، في تصور مسبق لاستثمار المتناقضات في القصيدة الواحدة، كصورة قهوته المرّة والذكرى الحلوة لمن يحب، والمدى الذي يغيب فيما وجهه صحو، ليبدو الشاعر كالطفل الذي أقصى أمانيه اللهو، كما برع الشاعر المؤلف في رسم المشهد بالبيت القليل الألفاظ والمكثّف المعنى، كمشهد الشاعر الذي في شفاهه جمرٌ وفي ضلوعه خيمةٌ حولها تسمّر البدو، أو صورة كلّ الكلام اللغو الذي يقال في الآخرين، بينما حين يخصصه لمن يحب كخطاب صوفي في القصيدة يكون كلاماً بعيداً جداً عن اللغو، ولذلك فقد برز الحسّ الصوفي لدى الشاعر، وهو يتجوّل في القصيدة متمكّناً من فلسفته التي ألقت بظلالها على النص.
أمّا الشاعرة هبة الفقي، فقدّمت قصائد مشغولة بالصور الفنيّة، وثقافة الشاعرة ضمن آفاق القصيدة العمودية، التي وقفت على أسئلة حزينة ومؤثّرة لفيروس «كورونا»، لتجعل من قصيدتها «غناء من الضّفة الأخرى»، لوحةً ضاجةً بالحركة والمساءلة أمام الضحايا والدموع لخصم لا يراه الناس، وفي القصيدة حثّت الشاعرة الفقي على الصبر، وبرزت في القصيدة مفردات الشمس والصبح والحوار مع المساجد والحنين إليها، والأمل بالعبور إلى الضفة الأخرى، والتي هي النجاة من كورونا.
وفي قصائدها الأخرى، نحت الشاعرة الفقي منحى التشبيهات الحالمة، عازفةً نايات القصيد، وليل الأغنيات، والصور على الحروف والألحان، في بوح رقيق، لتجمع في تعابيرها الجميلة «الخنساء ونزار» كشاعرين حملتهما أبياتها، التي كانت بمثابة إعلان عن الفرح باللقاء، وفتح صفحات عذبة من الحياة.
كما سارت الفقي تستعير معاني القبض على الضوء والريح، التي ما عادت تهمس في أذن الشاعرة، في ظلّ الحلم والذاكرة التي تجمّعت بأضلع الغيب، فيما هي ما تزال تقبّل الصبح الذي تنفّس، وبرزت في القصيدة تعابير خاصّة بالأنثى وسيرتها البشرية والثقافية، وحضور لمفردات دينية حول المرأة التي تهزّ جذع الدنيا لتتساقط درراً، وكذلك في مضامين التفاحة الأولى وحواء وآدم، بهدف الانتصاف الواضح للمرأة، في خطاب شفيف وفلسفي جميل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©