في كل يوم يمر يزداد أهل الإمارات ثقة وطمأنينة بأنهم في أيدٍ أمينة، وفي كنف قيادة رشيدة حكيمة مخلصة محبة لهم حريصة عليهم، لا يغمض لها جفن ولا يهدأ لها بال إلا بالاطمئنان على أنهم دائماً بخير؛ صغيرهم وكبيرهم، تصل الليل بالنهار وتسخّر الطاقات والإمكانات كافة، لتوفير كل ما من شأنه أن يدخل السرور عليهم ويحقق السعادة والرفاهية لهم.
وفي كل الظروف، عادية كانت أم استثنائية، تضرب قيادتنا الرشيدة يوماً بعد آخر أروع الأمثلة في السعي الدؤوب إلى جعل دولة الإمارات نموذجاً عالمياً في الاهتمام بالإنسان باعتباره الأولوية والهدف والمحور لكل الجهود الحكومية، وفي تسخير وتوجيه كل الإمكانات لغاية واحدة، هي توفير أفضل مستويات الحياة والعيش الكريم التي تحقق له السعادة والرفاهية، والارتقاء بكل الخدمات المقدّمة له إلى مستويات تنافس أفضل ما هو موجود ومتاح عالمياً.
ومنذ ظهور أزمة تفشي مرض فيروس كورونا المستجد («كوفيد-19»)، الذي تحوّل إلى جائحة عالمية تئن تحت وطأتها الدول، بما في ذلك العظمى والمتقدمة، وتعاني تبعاتها وتداعياتها الشعوب في شتى أصقاع المعمورة، والإمارات بفضل من الله، ثم بحكمة قيادتها والتفاف شعبها حولها، تتصدى لهذا الوباء بكل اقتدار على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتسطر الإنجازات المتوالية في توفير كل ما من شأنه محاصرة المرض وكبح جماحه، والحدّ من آثاره وانعكاساته على حياة الناس، والتقليل ما أمكن من حالات الإصابة به عبر منظومة من الإجراءات الاحترازية الصارمة والدقيقة لوقاية أفراد المجتمع من انتشاره، التي شملت وقف حركة السفر والتنقل من وإلى الدولة، ثم تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات، وإقرار نظام العمل عن بُعد في مؤسسات القطاعين العام والخاص، ثم التوسع أكثر في إجراءات العزل والحد من الاختلاط بإغلاق الأماكن العامة، وبإطلاق برنامج التعقيم الوطني الذي حقق هدفين رئيسيين: التعقيم والتطهير، والحد من حركة الأفراد والمركبات.. إلى جانب جهود الإمارات على المستوى الدولي والتي تمثلت في تعزيز التضامن العالمي في مواجهة المرض، وتقديم المساعدات الطبية والغذائية للدول لدعم قدراتها وقدرات العاملين في مجال الخدمات الصحية فيها على الصمود وخوض هذا التحدي غير المسبوق.
ولم تغفل الإمارات في إدارتها للأزمة أي جزئية، دقيقة كانت أم كبيرة، ولم يتقدم لديها جانب على حساب آخر، فالأولوية واحدة وواضحة، وهي حفظ النفوس والأرواح والمحافظة على السلامة العامة، والإجراءات تتخذ على الجوانب كافة لمكافحة الوباء والقضاء على كل بؤر وجوده، سواء على الجانب الوقائي، أم على الجانب العلاجي الذي استعدت له الدولة بشكل متميز بإنشاء المستشفيات المتخصصة، وتوفير الكوادر الطبية والتمريضية المدربة والمؤهلة القادرة على تقديم أفضل مستويات الرعاية والعناية للحالات المصابة، وكذلك توفير الأدوية والعلاجات والعقاقير التي يتم استخدامها في بروتوكولات العلاج المتبعة عالمياً في التعامل مع حالات الإصابة بالمرض.
جولات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، التفقدية للمنشآت الطبية والصحية التي أنشأتها الدولة لمواجهة الظرف الاستثنائي العالمي واهتمام سموّه ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة، رسائل تؤكد أننا على طريق عبور المرحلة وأن هذا الوقت سيمر، بإذن الله، دون أن يضر، وأن دولة الإمارات ستحقق التميز والسبق كعادتها، وستكون في الصفوف الأمامية والمراكز الأولى عالمياً في القضاء على هذا العدو الخفي وتخليص الإنسانية من شرّه.
زيارة سموه، يوم أمس، لمستشفى الإمارات الميداني لمعالجة مصابي «كوفيد-19» بـ«مدينة محمد بن زايد» في أبوظبي، الذي تم إنشاؤه على مساحة تبلغ 29 ألف متر مربع وبطاقة استيعابية تصل 1200 سرير، وحديث سموّه، هما بمثابة رسالة لكل فرد في المجتمع بأن يتعاون مع جهود الدولة، وأن يحرص على أن يكون شريكاً في إنجاحها، وهو ما يتمّ من خلال الالتزام بالإجراءات والتعليمات الحكومية وعدم الإصرار على مخالفتها، لأن المخالفة تمثل بكل تأكيد محاولة لخرق السفينة تقتضي الضرب على يد من يصر عليها، حتى لا يضر بنفسه وبالمجتمع كلّه.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية