الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

التعليم عن بُعد في رمضان.. تجربة إيمانية

التعليم عن بُعد في رمضان.. تجربة إيمانية
19 مايو 2020 01:42

أحمد السعداوي (أبوظبي)

جاءت تجربة التعليم عن بُعد في رمضان، معززة لجانب إيماني رفيع القيمة وهو طلب العلم في كل وقت وحين، كونه السبيل الرئيس لنهضة الأمم وتقدمها، بحسب معلمين أكدوا أن خوض هذه التجربة في رمضان كان لها تميزها في مسيرتهم التعليمية، حيث استطاعوا الجمع بين تأدية مناسكهم الدينية المعتادة، وفي الوقت ذاته الإسهام في النقلة التعليمية الكبرى التي تعيشها الدولة، اعتماداً على تقنيات التكنولوجية الحديثة، والتحول من الطرق الورقية، أو بالأصح التقليدية، إلى التعليم الإلكتروني عن بُعد، غير أنهم يرون أنها في حاجة إلى مزيد من البحث والتمحيص لمعرفة آثارها الحقيقية على نتائج العملية التعليمية والطالب تحديداً.
يقول أحمد شلبي، مشرف تربوي في مدرسة النهضة الوطنية في أبوظبي، إن تجربة التعليم عن بُعد في رمضان حملت تميزاً استثنائياً، لما اكتسبه الجميع من مهارات جديدة، وفي الوقت ذاته ممارسة طقوس العبادات الخاصة بشهر رمضان، وفق تعليمات التباعد الجسدي التي يعيشها الجميع في إطار مواجهة «كورونا المستحدث»، خاصة أن التعليم عن بُعد يمضي في أجواء مريحة بالنسبة للمعلمين والطلاب على حد سواء، ومن ذلك حرصت الوزارة على تأخير بدء الدوام إلى الحادية عشرة صباحاً، حتى يتناسب مع شهر رمضان المبارك، ومع أوقات الطلاب وأولياء الأمور الذين يتابعون أبناءهم خلال هذه التجربة الجديدة، التي صار خلالها التعليم عن بُعد وسيلة وحيدة للتعليم، تماشياً مع أحدث النظم العالمية، ولذلك سعت الدولة إلى دعم هذا النوع من التعليم عبر توفير برامج وأجهزة ومواد تعليمية إلكترونية.

مكتسبات بالجملة
وحول مكتسبات التعليم عن بُعد خلال شهر رمضان، يذكر شلبي أن منها السماح للمتعلم بالاعتماد على أكثر من وسيلة تعليمية، أي تقديم البديل المَرِن للطلبة، عوضاً عن التعليم التقليدي، ومنح الطلّاب فرصاً أكبر لتحصيل العِلم، وتمكين الطلّاب أصحاب الهمم من الالتحاق بالصفوف الدراسية بسهولة، وتوفّير المال والوقت من خلال عدم اضطرار الطلّاب للتنقل إلى المدارس من أجل تحصيل العِلم، المساعدة على تطوير مهارات الطلاب، وتحسين الانضباط الذاتي لدى الطلاب وتعزيز الشعور بالمسؤولية، وتحسين مهارة إدارة الوقت، وتمكين الطالب من الرجوع إلى مشاهدة الدرس إلكترونياً، أو بالصيغة النصية، أو المرئية، أو المسموعة، في أي وقت يناسبه، من دون الحاجة للالتقاء بالمعلم، واستخدام الحاسوب كوسيط من أجل استغلال سرعته وإمكاناته في عملية التعليم. فضلاً عن كونه فرصة تدريب المعلمين والطلاب على طريقة التعليم عن بُعد، ما يخفف الأعباء مستقبلاً في التواصل بعد الدوام المدرسي والاستعداد لأي ظروف طارئة.
وترى هبة وهبي، معلمة كيمياء في إحدى مدارس أبوظبي، أن التعليم عن بُعد تجربة ممتعة واستفاد منها الجميع في ظل الظروف الراهنة، وأتاحت لأولياء الأمور الاطلاع على دراسة أبنائهم ومتابعتها عن قرب وبشكل شبه يومي، لافتة إلى عدد من السلبيات لهذه الطريقة والتي يحاول المعلمون التغلب عليها تدريجياً، ومنها عدم وجود اتصال مُباشر بين الطالب والمُدرس، إلا أنّ بعض المؤسسات التعليمية تُقدّم الدعم الأكاديمي من خلال استخدام البريد الإلكتروني أو الهاتف، وعدم الدقة في إجراء الامتحانات ومعايير التقييم كما ينبغي، وصعوبة السيطرة على الطلاب غير الملتزمين باللوائح المدرسية، وعدم استيعاب البعض لأهمية طرق التعليم الحديثة، وحاجة بعض المعلمين إلى التدريب على استخدام المواقع التعليمية والبرامج الإلكترونية بطريقة حرفية.

العلم والإيمان
وتقول ميادة السيد، معلمة «بيولوجي» في مدرسة في أبوظبي، إنها تعتبر نفسها من المحظوظات لخوض تجربة التعلم عن بُعد وتطبيق واحد من أحدث النظم التعليمية، خاصة أنها تزامنت مع شهر رمضان لتجمع بين العلم والإيمان، كما أن العمل ضمن هذه المنظومة شهد نجاحاً كبيراً، نظراً لتوافر البنية المعلوماتية، وجهود الدولة الكبيرة والدعم الكبير من القيادة الحكيمة التي تولي اهتماماً كبيراً بالتعليم، وفي ظل هذه العوامل اكتسب الجميع مهارات جديدة، واكبوا خلالها أحدث تقنيات العصر، وفي الوقت ذاته اغترفوا من خيرات شهر رمضان المبارك، عبر ممارسة الطقوس والشعائر الدينية.
ولفتت إلى أن أهم مزايا التعلم عن بُعد للمعلم، إثراء تطوره المهني، وتوسيع نطاق استخدام طرق التواصل الحديثة، أما بالنسبة للطلاب فقد ساعد على تقليل نسبة الغياب، وتنمية مهارات التعلم المستقل والذاتي، أما الأهل فأصبح من السهل عليهم متابعة المستوى العلمي لأبنائهم.
من جهتها، تورد أحلام محمد الحوسني، معلمة العلوم في الحلقة الثانية في مدرسة «خديجة» في عجمان، أن ممارسة هذه التجربة عززت روح التعلم الذاتي للطالب، وجعلت العملية التعليمية مرغوبة يسعى إليها الطالب، على الرغم من بعض المشاكل الفنية وعدم توافر الأجهزة، إلا أن هناك جهوداً مكثفة لتوفير جهاز حديث لكل طالب، ومن هنا على كل معلمة أن تخفف العبء على الطلبة، وألا تحمل أولياء الأمور مسؤوليات متابعة الطلبة، خاصة خلال شهر رمضان الكريم، مع ضرورة مساندة أولياء الأمور للمعلم في حال كان ابنهم ممن تصدر عنه سلوكات غير مقبولة، حتى تمضي العملية التعليمية بسلاسة، ويخرج منها الطالب بالحصيلة العلمية التي يصبو إليها، وذلك بغرس قيمة المسؤولية والالتزام فيهم، وإدراك قيمة الجهد المبذول في عمليات التعلم عن بُعد. وتوضح أن المعلم يلعب الدور الأكبر في إنجاح عمليات التعلم عن بُعد، وذلك عبر الإدارة الصفية القوية وحسن التواصل مع كل من الطلاب وأولياء الأمور.

متابعة الأبناء
تقول علياء الزهروان، موظفة في إحدى شركات القطاع الخاص، ولديها أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، إنها تدرك تماماً أهمية هذه التجربة التي يعيشها الجميع في التعليم عن بُعد، خاصة وأنها تزامنت مع شهر رمضان، ولذلك تحرص على تخصيص وقت يومياً لمتابعة أبنائها تعليمياً والمساعدة في شرح وتوضيح بعض الأمور لهم، أما المادة العلمية فالمعلم مسؤول عن إيصالها واكتساب الطالب لها، مضيفة «نثق بقدرات أعضاء هيئة التدريس في كل مدرسة، وهو ما عهدناه دائماً من النظام التعليمي في الإمارات الذي يواكب أحدث النظم العالمية، ونعمل كأولياء أمور على توفير المكان الدراسي الملائم والأجهزة الحديثة التي تساعد أبناءنا على اكتساب أفضل نتيجة من التعلم عن بُعد».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©