أرقام أضاءت ملحمة الجود والعطاء الإماراتي الذي غمر العالم من أقصاه إلى أقصاه، ونحن نتابع التقرير السنوي لـ«مبادرات محمد بن راشد العالمية» عن العام 2019.
200 مشروع إغاثي وتعليمي وصحي، استفاد منها 70 مليون إنسان في أكثر من 108 دول، وبالذات في أكثر بلدان العالم فقراً وحاجة، شارك في تنفيذها 124 ألف متطوع من مختلف الفئات العمرية والتخصصات العلمية، وساهم فيها المحسنون وأهل الخير والجهات الداعمة داخل الدولة الذين آلوا على أنفسهم ترجمة المقولة التاريخية لراعي وفارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن من لا يشعر بمعاناة الناس ليس منهم.
جاء صدور التقرير بما حمل من أرقام مضيئة زاهية، غداة إعلان سموه اختتام حملة «10 ملايين وجبة» خلال هذا الشهر الكريم، والتي تعد أكبر حملة من نوعها في منطقتنا لتوفير الدعم الغذائي لمتضرري الظروف الراهنة التي تشهدها الدولة والعالم جراء جائحة كورونا. 
الحملة التي كان الهدف المحدد لها عشرة ملايين وجبة، تجاوزته في أقل من الحيز الزمني المحدد لها، لتصل إلى تحقيق 15.3 مليون وجبة، شارك في تقديمها ما يزيد على 100 ألف مشارك من 115 جنسية، و1000 متطوع يعملون يومياً لتوزيع تلك الوجبات في مختلف المناطق ولمصلحة الفئات المستهدفة. 
الحملة شهدت تكاتف جهود الجميع «جمعياتنا الإنسانية وشركاتنا الوطنية وقطاعنا الخاص، الجميع تحدث بصوت واحد.. من هم أهل الإمارات» كما قال سموه، وتجسيداً لرؤيته «ألا يحتاج أحد أو يجوع أحد أو يمرض أحد على أرض دولة الإمارات من دون أن يهتم به الجميع».
أرقام هي بعض من فيض جود الإمارات التي جعلت من العمل الخيري والإنساني منهاج عمل مؤسسي على خطى المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
اليوم وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم، تضررت العديد من المجتمعات، وتأثرت بشدة مصالح الناس، وعانت، إلى جانب تداعيات الجائحة، من أنانية البعض. ولكن الإمارات، بفضل من الله ورؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، قدمت أروع نماذج التضامن والتكافل والتلاحم الوطني والإنساني من خلال المبادرات العديدة التي لامست كل المجالات التي تعنى بسلامة المجتمع والفرد. حفظ الله الإمارات منارة للخير والعطاء.