«إذا كنا في هذه الدولة نستقل سفينة واحدة هي سفينة الاتحاد.. فعلينا جميعاً أن نعمل على تحقيق سلامتها، حتى تستمر مسيرتها وتصل إلى برالأمان، ولا يجوز أن نسمح بأي تهاون يعوق هذه المسيرة، لأن نجاة هذه السفينة.. نجاة لنا».. تلك هي مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، «طيب الله ثراه»، والتي تعكس رؤية قيادة الدولة منذ العام 1971 نحو شعبها، ومدى الحرص على توفير أقصى درجات الأمن والأمان والحماية ضد مختلف أنواع المخاطر، التي قد تعرقل مسيرة سفينة الاتحاد، وقبل أيام قليلة تم ترجمة مضمون تلك المقولة كأفضل ما يكون في التوجه الاستراتيجي، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، والذي قال: «نحن اليوم نشكل فريق الإمارات، أكبر فريق عمل حكومي في تاريخ دولتنا، مهمته نقل اقتصادنا ومجتمعنا وقطاعاتنا الصحية والتعليمية والخدمية إلى بر الأمان لمرحلة ما بعد كوفيد-19».
وهنا يتيقن مواطنو الإمارات، بأن «بر الأمان» هو دائماً الهدف الأسمى لقيادة الدولة في كل الأوقات والأحوال، وقد تأكد ذلك مؤخراً، عندما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، البدء في وضع «استراتيجية دولة الإمارات لما بعد كوفيد- 19»، والتي ستركز على تعزيز جاهزية كافة القطاعات الحكومية الاتحادية والمحلية، والعمل على رفع مستوى الكفاء، والارتقاء بالأداء فيها، بما يضمن نجاح الاستعداد والاستجابة لمختلف التحديات الراهنة والمستقبلية، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في العالم، وما أفرزته من تداعيات اقتصادية ومجتمعية غير مسبوقة على كافة دول العالم.
ويعكس ذلك التوجه الاستراتيجي نقطتين على غاية من الأهمية، النقطة الأولى هي حجم الديناميكية التي تقوم عليها آلية صنع القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة، والقدرة الفائقة على إدراك التطورات والمتغيرات المحلية والعالمية، ودراسة وتحليل الدروس المستفادة منها، ووضع سفينة الاتحاد دوماً في المسار الصحيح، وبذلك تكون الدولة أبعد ما تكون عن الجمود والثبات في عملية صنع القرار، والنقطة الثانية هي واقعية قيادة الإمارات عند التعامل مع نتائج انتشار جائحة «كوفيد 19»، واعتبارها أساساً لمراجعة السياسات والإجراءات والنظم المطبقة في الدولة وإعادة النظر فيها، لو تطلب الأمر ذلك، والانطلاق نحو مرحلة جديدة من التطور والتنمية، ولقد أكد على ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بقوله:
«الباب مفتوح لكل الأفكار الجديدة والتجارب غير المسبوقة.. ونحن على استعداد لأن نعيد بناء كل منظوماتنا في كافة القطاعات لضمان رفاه مجتمعنا وسعادته واستقراره وتمكينه».
وكما تفوقت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها في العام 1971، وحصدت ثمار التميز بتحقيقها المركز الأول عربياً والخامس عالمياً ضمن أكثر الدول تنافسية في العالم، بحسب تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2019، فإنها سوف تستمر في مسيرة التفوق والتميز للوصول دوماً لبر الأمان، تحقيقاً لمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «استلهمت قيادتنا الحكيمة روح العصر ومعطياته ومتطلباته، عند صياغتها استراتيجية عملها مكرسة نهج التعاون والتنسيق بين الاتحادي والمحلي، بهدف تحقيق مفاهيم العصر في التنمية المستدامة والنهضة الحضارية في أبعادها البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية».