بضعة أيام تفصلنا عن عيد الفطر، يختلف العيد هذه السنة، ففي الظروف العادية نجد أن فترة ما قبل العيد عادة ما يكتظ الناس في الأسواق، لإتمام ما يلزمهم ليظهروا في هذه المناسبة بأبهى طلة، فنجد الأمهات يكترثن بشراء الأواني الجديدة، وإن لزم الأمر قد يشترين سجادة جديدة، وخزفاً لوضع المكسرات، والآباء وأبناؤهم الذكور مشاويرهم تُقضى في محلات تفصيل الدشاديش، أو محلات النعول الرجالية، والفتيات الشابات لديهن مواعيدهن بمحلات الخياطة، لربما الاهتمامات بهذه الأمور ما زالت باقية، ولكن تنفيذها بات صعباً في الواقع الكوروني الذي نعيشه، أي صحيح بأن المحلات التجارية بدأت تفتح أبوابها للزبائن، كما أن فترة الحظر تقلصت وأصبحت من العاشرة مساءً وحتى السادسة صباحاً، ولكن الخوف ما زال يتخلل النفوس في الوضع الراهن.
لا ننكر بأنّ التهاون لدى البعض في الالتزام بالإجراءات الاحترازية بات واضحاً هذه الفترة، لا سيما وأن طبيعة النفس البشرية ملولة، وقد يكون الاستعداد للعيد حجة وضرورة لدى البعض للتخفيف من هذه الإجراءات.
أنا شخصياً ضد التسرع في إجراءات، من شأنها إحداث تأثير غير صحي في نفوس الأفراد، بما يعطيهم إشارة بأنَّ الخوف قد زال، ولا داعي للقلق الكوروني، وهذا بحد ذاته تهاون لا يعيه صاحب النفس الملولة!
اقترب العيد ليكون مختلفاً هذه السنة، فإن التزاور العائلي قد يكون محصوراً جداً، وقد يتقلص منح العيدية للأطفال للخوف من استخدام أو لمس العملة الورقية، وكثيرون قد لا يهتمون بالشكل الخارجي لطلة العيد، فقد لا يزورهم أحد من المعارف البعيدة.
هو عيد مختلف، نعم سيختلف بحُلتهِ نوعاً ما هذه السنة، ولكن يبقى العيد عيداً والخير فيه باقٍ، وتبقى حفاوة الإحسان باقية في كل عيد، فنسأل الله أن يُزيل هذه الغمة على الجميع، وبحق هذه الأيام الفضيلة ندعو الله أن يؤنس وحشة المرضى، الذين يسكنون غرف المستشفيات بلا زوار، ونسأل الله الأمن والأمان وزوال الغمة بإذنه تعالى.