في جزء من الإعلان عن الحوار التلفزيوني «الذي مُنع عرضه أو تأجل» مع رئيس نادي الاتحاد السعودي السابق منصور البلوي على «قناة 24»، قال صراحة إن الذي أبعده عن رئاسة النادي الكبير ببطولاته وجماهيره وتاريخه «هو شخص هلالي، ذو منصب، لكنه ليس صاحب سمو ملكي».
وحين يسرد الرئيس الذهبي مواصفات هذه الشخصية، للإشارة لها حتى يعرفها الناس من دون أن يسميها، ويذكر أنه شخص هلالي، فهو يلمح بوضوح إلى أنه أُبعد من أجل الهلال، لأن بقاءه رئيساً، كان مصدر تهديد لمكان الأزرق ومكانته في البطولات السعودية.
«ربما» أراد منصور أن يفهم الكل أن الاتحاد أُسقط بمؤامرة نفذها شخص هلالي ذو منصب في البلاد، وأن الخطة كانت تنص على الإطاحة بالبلوي، ومن ثم سيسقط الاتحاد في أعقابه تلقائياً، وأن ما يكابده عميد الأندية السعودية، منذ ذلك الوقت وحتى الآن، هو نتيجة لهذا المخطط الذي صنعته عقول الهلال، ونفذه واحد من رجاله.
إذا صدقنا تلميحات الاستثنائي منصور البلوي، وإشاراته المُبطنة، فعلينا أن نصدق أيضاً كل الكلام الذي يتحدث عن وجود مؤامرة لإسقاط أندية من أجل أن ترتفع أندية أخرى، أو أن تبقى دائماً في الصورة الملتقطة للتتويج بالذهب!
إذا صدقنا كلام رئيس الاتحاد السابق عن نفسه، فعلينا إذاً أن نصدق أن رئيس الهلال السابق سامي الجابر أقيل من منصبه بمؤامرة كانت تنص على الإطاحة بالهلال الذي كان بطلاً لبطولة السوبر، ويتصدر الدوري، وحظوظه في الفوز بها متاحة جداً، علينا كذلك أن نصدق أن مدربه البرتغالي خورخي خيسوس الذي فاز في 20 من 26 لقاء خاضه، ولم يخسر سوى مرتين، أقيل من منصبه بمؤامرة كانت تنص على إبعاد هذا المدرب العجوز عن الفريق البطل، لأنه لا يشبع من التهام النقاط في كل البطولات.
إذا كان الأمر منوطاً بالعقل في كل الحالات، فإن تصديق قصة منصور البلوي عن المؤامرة، يعني بالضرورة تصديق كل قصص الهلاليين عن وجود مؤامرة، الموسم الفائت، لدفن فريقهم حياً وأمام الجميع، أما إذا كان الأمر منوطاً بالقلب وما يحب ويكره، فكل قصص التآمر هي لمتعة المشاهدة، وتقطيع الوقت، وشد انتباه الجماهير، والحصول على المزيد من الانتصارات الزائفة، ليس إلا!
لا شيء أسوأ من أن يحبس المشجع نفسه في قفص اليقين بأن النادي الذي يشجعه يتم التخطيط للقضاء عليه، هذا الشعور يمنح اللاعبين حقهم في التساهل، وينزع من أرواحهم الرغبة الشديدة في الفوز، ويجعل من الهزيمة أمراً حتمياً وليس متوقعاً.
الاستسلام لهذه الفكرة الآثمة عن وجود مؤامرة، هو الذي يبعد الأندية الجماهيرية عن منصات البطولات، ولو استسلم الهلاليون لفكرة أنهم محاصرون بمجموعة من المتآمرين - بانت وجوههم الموسم المنصرم، وأن الوجوه نفسها ما زالت تتصدر المشهد وتخطط وتدبر - لما فاز الهلال ببطولة آسيا وصار رابعاً على العالم كله.
وأنت تسمع وتقرأ قصص المؤامرة اخلع قميص ناديك، وفكر جيداً، ثم أسأل نفسك، لكن استخدم عقلك، لا قلبك، وأنت تجيب عن كل الأسئلة.