لأول مرة تجف الأقلام وتختفي الأفكار، والبحث عن عناوين يحلو لنا تناولها مع التوقف التام للأنشطة الرياضية، فلا ثناء ولا انتقاد، ولا مطالبات بتقويم المسار في ظل هذا الصمت الذي سببته لنا جائحة الكورونا، وشلت حركتنا ونشاطنا، وكلنا ترقُب لعودة الحياة الرياضية إلى سابق عهدها في الإثارة والتميز، وحتى الانتقاد والثناء، فلا عمل نقومه ونشاط نثني عليه، والكل يترقب نهاية الأزمة لتدب الحياة في ملاعبنا.
نترقب عودة جماهيرنا للمدرجات.. نترقب عودتهم للتشجيع، وعودتهم إلى الفرح عند الانتصار والحسرة على الهزيمة.. هكذا بحكم فيروس كورونا، توقفت النقاشات الجدلية في منصاتنا التلفزيونية وبرامجنا الرياضية في الإذاعات، وبرامج التواصل الاجتماعي، وفي ملاحقنا الرياضية صمت إلا من تصريحات البعض، حول أمنيات بعودة النشاط، والأسلوب الأمثل في عودته أو إنهائه وإلغائه. 
نترقب أيضاً الدورة الانتخابية القادمة لاتحاداتنا، وما ستسفر عنه توجهات اللجنة الأولمبية الدولية ولجنتنا الأولمبية حول مصير الانتخابات القادمة، وهل ستتأجل لما بعد الدورة الأولمبية في طوكيو 2021، أو ستستمر لسنة إضافية حتى نهايتها، فضلاً عن فكرة تقليص مدة الاتحادات القادمة إلى ثلاث سنوات، خاصة لتلك الاتحادات التي سوف تشهد تغييراً مؤثراً بتغيير كل الوجوه أو حتى غالبيتهم، الأمر الذي قد يبطئ التخطيط والتنفيذ للبرامج الانتخابية، التي على أساسها ترشحوا وفازوا بها. 
 جائحة كورونا قلبت الموازين في الشأن الرياضي، وأصبح من الصعب تنفيذ البرامج للمجالس التي ستتولى إدارة تلك الاتحادات، وسيتعلل البعض بعدم كفاية الوقت لتنفيذ البرامج التي وعدت بها، ونحن في انتظار القرار الأخير من اللجنة الأولمبية الوطنية، سواء بتأجيل الانتخابات لعام كما تخطط لها اللجنة الأولمبية الدولية، أو أنها ستجريها قبل بداية الموسم القادم. 
 «كورونا» أزمة فرضت علينا واقعاً مغايراً في التعامل مع الشأن الانتخابي للدورة القادمة، كما خيم الصمت والتوقف لبرامجنا وأنشطتنا، التي تعودنا عليها في الشهر الفضيل، وفرض علينا واقعاً مغايراً لما ألفناه، وعلينا جميعاً أن نتهيأ له فقد يطول الانتظار، بالتحذيرات المستمرة من الجهات الصحية المحلية والعالمية، وقد يصبح واقعاً لفترة لن تكون قصيرة، إلا أن قبولنا لمتغيراتها يجب أن نتهيأ لها، شأنها شأن القطاعات الأخرى فقد نبدأ موسمنا الرياضي من دون الحضور الجماهيري، وقد نلغي بعضها، والكثير من التساؤلات من الآن، وحتى تتضح معالم أنشطتنا في القادم من الأيام.
هكذا فرضت أزمة كورونا واقعاً مغايراً نتمنى تجاوزه.