تُحيي الإمارات اليوم، يوم زايد للعمل الإنساني الذي يصادف التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، يوم رحل فيه عن دنيانا الفانية الوالد والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قبل ستة عشر عاماً خلت، مضت السنون والأعوام متربعاً قلوب أبناء الإمارات وكل محبي الخير في مشارق الأرض ومغاربها، محبة تتوارثها الأجيال بشواهد بصمات عمله وعطاءاته في كل ذرة تراب في بلاد«زايد الخير» وحيثما وصل جود وخير الإمارات، تبوح بمحبته عطاءات لامست البشر والطير والحجر.
 ترجم أبناء الإمارات ما غرسه فيهم زايد من حب للخير، وجعلوا من يوم رحيله يوماً للعمل الإنساني يطلقون معه مبادرات جديدة تكرس نهجا خالدا رسمه الراحل الكبير، ويستعيدون فيه مشاريع الخير على امتداد العام في كل مكان، تسعد المحتاجين وتصنع الأمل بغد أفضل لمن تقطعت بهم السبل في العديد من المجتمعات. 
ذات مرة كنا في قرية نائية من القرى الحدودية بكينيا عندما لمحنا أمام أحد الأكواخ علم الإمارات وصورة للشيخ زايد، وعندما سألنا قيل لنا إن فاعل خير إماراتيا لا نعرف اسمه أحيا هذه البلدة عندما حفر لها الآبار وتكفل بأيتامها وتعليم أبنائها، ومنهم اليوم مسؤولون في الدولة، كل ما نعرفه عنه أنه من الإمارات وهذا رئيسه وهو لا يفرق بين المسلم منا وغير المسلم. 
لقد جعل أبناء الإمارات من يوم زايد للعمل الإنساني محطة وفاء عظيمة ووقفة عهد جليلة متجددة بأن تمضي مسيرة الخير كما أراد لها في بلاد الخير، فأصبح يوماً للإنسانية قاطبة تحتفي بالإمارات وابن الإمارات وقيادة الإمارات، لأن زايد جعل من اسم أغلى الأوطان قريناً للخير ورديفاً للعطاء وعاصمة ووطناً للإنسانية.
 وفاء لنهج لخصه المؤسس بقوله رحمه الله«إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا».
اليوم وفي هذه الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها العالم جراء جائحة كورونا برز المعدن الأصيل لقيادة الإمارات وشعبها الوفي، وطائرات الإمارات لا تعرف السكون وهي تنطلق نحو مختلف أصقاع الأرض تنقل للعديد من البلدان والشعوب المساعدات الطبية والإمدادات الإغاثية التي تعينها على مواجهة الجائحة في أبلغ وأنصع التزام بنهج الراحل الكبير طيب الله ثراه، وحفظ الإمارات كما أراد لها أن تكون منارة للخير والإنسانية.