يحلّ اليوم، التاسع عشر من رمضان، ليصادف ذكرى موجعة لقلوب كل مواطني ومقيمي دولة الإمارات العربية المتحدة، ألا وهي ذكرى وفاة الأب الأول والوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لكنها في الوقت نفسه هي استذكار لمسيرة هذا القائد الملهم الذي طبع في قلوب البشرية أسمى معاني الخير والإنسانية والعون والعطاء، فكان الرمز الذي لا يمكن أن يمرّ يوم علينا إلا ونستذكر مسيرته العطرة التي جسّدت قيمة سامية هي: أن الخير باقٍ في أمتي إلى يوم الدين.
إن دولة الإمارات، قيادةً وحكومةً وشعباً، وهي تستذكر اليوم ذكرى وفاة الشيخ زايد، رحمه الله، تحيي في الوقت نفسه «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يصادف كذلك التاسع عشر من رمضان من كل عام، ليكون بمنزلة يوم يجسد معاني وقيم وممارسات المجتمع الإماراتي الأصيلة، التي تربّت على ثقافة التعاضد والتعاون والتضامن، فجعلت من صورة دولة الإمارات مشرقة ووضاءة في عيون ملايين البشر، ليبقى الشيخ زايد، رحمه الله، على الدوام رمزاً للعمل الخيري والإنساني بمبادراته التي قدمها لخدمة الإنسانية، عربياً وعالمياً، مؤسساً لسياسة خارجية رسخت من صورة الدولة وقيادتها وأهلها في الخارج باعتبارها عنواناً للعطاء الإنساني.
الذكرى السادسة عشرة لوفاة الشيخ زايد، رحمه الله، و«يوم زايد للعمل الإنساني»، تأتيان هذا العام والإنسانية تمرّ بأزمة صحية ألقت بظلالها على الجميع، تتجسد في انتشار وباء كورونا العالمي الذي خلّف تداعيات كبرى على المجالات كافة، فما كان في ظل هذه الظروف إلا أن هبّت دولة الإمارات لمساعدة وعون كل المحتاجين على هذه الأرض، فطافت مساعداتها الدوائية والغذائية والمالية أرجاء الأرض، مشددة عبر كل ذلك على تعزيز كل معاني التعاون وتنسيق العمل وتوحيد الجهود على المستوى العالمي لاحتواء تداعيات الوباء، والسيطرة عليه من خلال تقديم ما يزيد على 500 ألف طن من المساعدات الطبية إلى أكثر من 44 دولة.
لقد بات أبناء زايد اليوم أيقونة في تعزيز التضامن والتعاون والاستجابة السريعة لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجهها الإنسانية، وذلك لأنهم تربوا على نهج العمل الإنساني الذي يعد إحدى ثوابت دولة الإمارات في مدّ يد العون للشعوب ومساعدتها على اجتياز الأزمات والتحديات، مهما كان نوعها ومهما تعددت أماكنها، فها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، لا يتوقف عن مخاطبة أهله والبشرية جمعاء في التأكيد على دعم ومساندة الجهود العالمية للقضاء على الجوع والأوبئة، حتى تحولت دولة الإمارات إلى رمز للتآخي والتعاون الإنساني الهادف إلى إسعاد الإنسان والارتقاء بمعيشته أينما وجد على هذه الأرض.
إنه في هذا اليوم، «يوم زايد للعمل الإنساني»، يحق لدولة الإمارات أن تفخر بقيادتها الرشيدة، تحت حكم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، بما وصلت إليه من مكانة عالمية مرموقة، جعلت من شعوب العالم تدرك أنها إن أرادت البحث عن منبع للعون ومكان للدعم ورمز للخير فإنها ستجدها في دولة الإمارات، التي اتخذت- وما زالت تتخذ- كل الإجراءات الهادفة إلى مساعدة الشعوب والمؤسسات الدولية في مختلف الظروف، الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فوقفت إلى جانب الدول التي تضررت من الجائحة، عبر مساهمات تعزز الجهود الدولية لمواجهة الأزمة، من أجل محاصرة انتشار الفيروس، مع تصاعد أعداد ضحاياه، وانتشاره في معظم دول العالم.
إن مآثر الشيخ زايد، رحمه الله، باقية في نفوس الأجيال، فهو القدوة في العطاء ومدّ يد العون للمحتاجين ومساعدة الضعيف ونجدة الملهوف وإغاثة المنكوب، فلتبقَ ذكراه خالدة، وليبقَ اسمه عنواناً للخير والتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في كل مكان في هذه الأرض الشاسعة.
*عن نشرة «أخبار الساعة»  الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.