تتفاعل أصداء الدعوة السامية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى ترشيد الاستهلاك ومراجعة بعض الممارسات غير المقبولة التي يشهدها مجتمعنا.
 انطلقت الدعوة السامية خلال مداخلة سموه في المحاضرة الثانية من محاضرات مجلس محمد بن زايد خلال الشهر الكريم، وعرضت خلالها معالي مريم المهيري وزيرة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، لوحة زاهية ليس فقط عن مستوى الاستعدادات المبكرة لضمان عدم تأثر ملف الغذاء بأية ظروف طارئة أو مستجدات عابرة، وإنما قدمت كذلك صورة مبهرة للمرأة الإماراتية القيادية.
 حملت المحاضرة أيضاً صورة من صور التناغم والتقدير المتبادل بين القيادة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يشيد باختيارات أخيه وعضيده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأعضاء فريق الحكومة والفرق العاملة. وسموه يشدد على نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك والتخلي عن الإسراف، والذي قال إنه «لا يتوافق مع تعاليم ديننا الإسلامي»، مُذكراً بأنه «إذا كانت الزيادة والإكثار لفعل الخير فنحن ندعمه ونباركه، أما إذا كانت للمباهاة فهذا غير مقبول، فثقافة المحافظة على مواردنا بمختلف أنواعها من مياه ومصادر غذاء وغيرها تعد جزءاً أساسياً من استراتيجية الأمن الغذائي في الدولة».
وحيا سموه جهود تثقيف أفراد المجتمع وحثهم على ضرورة اتباع سلوكيات الشراء الصحيحة وأخذ احتياجاتهم دون مبالغة، مؤكداً أن تعزيز ثقافة المجتمع في هذا الاتجاه «يحتاج الأمر للعمل عليه من خلال البيت والمدارس ووسائل الإعلام ومنابر التوجيه بشكل عام، فمجتمع الإمارات من مواطنين ومقيمين لديهم وعي ويتجاوبون مع الإرشادات التوعوية وسنرى الفارق بشكل سريع وواضح».
نتمنى تكثيف الجهود الميدانية والتوعوية لترجمة الدعوة السامية ووضعها موضع التنفيذ الفوري، والحرص على غرسها في نفوس النشء كما فعلت وزارة التربية والتعليم عندما بلورت توجيهات سموه في إدخال مادة التربية الأخلاقية ضمن مناهجنا الدراسية.
دعوة ترشيد الاستهلاك والتخلي عن الإسراف تكتسي ضرورة قصوى مع ما أعلنه الهلال الأحمر الإماراتي بأن حجم هدر الطعام في الدولة يقدر بأكثر من 10 مليارات درهم سنوياً، و30% منه يقع في شهر رمضان، رقم يوازي ميزانيات بعض الدول.