تحل اليوم ذكرى مناسبة وطنية خالدة، تعد واحدة من أهم محطات مسيرتنا المباركة على طريق بناء نهضة الإمارات. ففي مثل هذا اليوم منذ44 عاماً كان القرار التاريخي للآباء المؤسسين بتوحيد قواتنا المسلحة.
وعلى امتداد العقود الماضية كانت ولا زالت القوات المسلحة محل رعاية واهتمام قيادتنا الرشيدة، تتابع تطورها في منحى تصاعدي حتى وصلت لما بلغته اليوم من تقدم وتطور جعلها في مقدمة أكثر جيوش العالم كفاءة وتجهيزاً، تنطلق من عقيدة ثابتة وثوابت راسخة حدد معالمها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تقوم على الذود عن حياض الوطن، وتعزيز أمنه واستقراره، وتكون عوناً وسنداً للشقيق والصديق في نصرة الحق، ومواجهة التحديات والمخاطر، والعمل المشترك بما يحمي أمن المنطقة، ويخدم الاستقرار والسلم الدولي.
مستوى رفيع ومتطور من الإعداد والتجهيز حظيت به القوات المسلحة في كل مراحل التطوير التي مرت بها، وفي مقدمة ذلك الاهتمام بالتدريب والتأهيل من خلال المعاهد والكليات العسكرية عالمية المستوى داخل الدولة، انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة للاستثمار الأمثل في الإنسان للارتقاء بكفاءة وقدرات وجاهزية القوات المسلحة.
تحل المناسبة الوطنية والقوات المسلحة في مكانة رفيعة من التقدم والتطور والرفعة، معززة بمصانع الأبطال التي ترفدها بأفواج متتابعة من العناصر المؤهلة تأهيلاً علمياً وقتالياً رفيعاً، ومستندة على استراتيجية وطنية شاملة أتاحت اليوم هذا المستوى الرفيع لصناعاتنا الدفاعية التي لم تعد تلبي احتياجاتنا العسكرية، بل وسجلت اسم الإمارات في مجال متفرد، وبالذات الخاص منه بالتقنيات الدقيقة والمتقدمة، وبمستوى عالمي المواصفات.
ونحن نستعرض في هذه السانحة تطور «حماة الوطن»، نستذكر محطات من مشاركتها الخارجية لنصرة الأشقاء والأصدقاء، بدءاً من المشاركة في قوات الردع العربية بلبنان، ومروراً بمعارك تحرير الكويت، وكذلك تأمين المساعدات، وإعادة الأمل في الصومال وأفغانستان وكوسوفو، وأخيراً المشاركة المشرفة للصقور المخلصين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، وسطروا من خلالها أروع ملاحم البطولات والتضحيات التي ستظل خالدة في سجلات التاريخ.
كما نستذكر في هذا اليوم المجيد شهداء الوطن الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء لراية الإمارات لتظل تخفق شامخة عالية في ميادين المجد والعز والرفعة. ونترحم على أرواحهم الطاهرة، ونجدد معها العهد بأن نظل أوفياء مخلصين لتضحياتهم، وكل عام والوطن وحماة الوطن بخير.