«هذه الفئات لها دور حيوي في مجتمعنا وبعضهم أكمل سنوات طويلة يؤدي دوره بكل إخلاص ويستحقون منا الشكر والثناء على جهودهم، نريد أن نشكرهم ونحتفي بهم، كما نريدهم أن يعرفوا أن خدماتهم التي يقدمونها هي محل كل شكر وتقدير، وأنهم يساهمون بجعل الحياة في مجتمع الإمارات أسهل وأفضل وأيضاً أجمل».. تلك هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تُجسد رؤية الإمارات في التعامل مع شريحة العمال، الذين قدموا إلى الدولة منذ إنشائها في 1971 للمساهمة في خطط التطوير ومشاريع التنمية في مختلف المجالات، وفي كافة مدن وإمارات الدولة بجانب تميز حكومة الدولة في توفير البيئة المثالية لكافة شرائح العمال لممارسة تخصصاتهم في مناخ يسوده الأمن والأمان والاستقرار.
ولطالما لقيت سياسة حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه العمال الإشادة، سواء من فئات العمال أنفسهم، أو من منظمة العمل الدولية التي أثنى مديرها العام على القوانين التي تضمن حقوق هذه الفئة من سكان العالم في دولة الإمارات، والحفاظ على كرامتهم الإنسانية، وتوفر لهم جميع مقومات العيش الكريم والآمن، من سكن وطبابة ومساواة اجتماعية وإنسانية قل نظيرها في معظم دول الإقليم والعالم، وذلك في تقرير المنظمة السنوي لعام 2019، والذي أكد أيضاً على سلامة وأمن وحقوق العمال في دولة الإمارات، وهي السباقة في صياغة ووضع وتطبيق القوانين المعمول بها عالمياً، وتعكس مبادئ ومتطلبات منظمة العمل الدولية.
ومن أبرز ما قدمته حكومة الإمارات لفئة العمال في الدولة باختلاف أنواعها «نظام حماية الأجور»، وبرنامج «سعادة العمال»، ومبادرة «بطاقة السعادة»، وحملة «اعرف حقوقك»، بجانب السبق من بين دول المنطقة في تطبيق قرار حظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة، والذي يثبت اهتمام قيادة الإمارات بتوفير بيئة العمل الملائمة واللائقة للعمال، وتطوير وتبني التشريعات التي تضمن حقوقهم. أضف إلى ذلك إطلاق مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لصحة الفم والأسنان المخصصة للعمال، وإنشاء المدن السكنية العمالية المتكاملة على مستوى الدولة.
ولم تقف جائحة «كورونا المستجد – كوفيد- 19» عائقاً أمام استمرار اهتمام حكومة الإمارات بفئة العمال في الدولة، حيث يخضعون جميعاً، وبلا استثناء، لفحوصات الفيروس للتأكد من سلامتهم وعدم إصابتهم به. أضف إلى ذلك إطلاق الإمارات للعديد من الحملات الإعلامية بمختلف اللغات، والتي تهدف لنشر الوعي والمعلومات للوقاية من الفيروس بين العمال بمختلف ثقافاتهم وجنسياتهم، مما يؤكد على اهتمام الدولة بالعمال في شتى الظروف والأوقات لأنهم، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «هم شركاء مسيرة البناء والتنمية والتطوير في دولة الإمارات».

*باحث إماراتي