يستحق العلماء والأطباء والباحثون في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية التنويه والتهنئة على وضعهم الإمارات في السباق العلمي الدولي، لمواجهة فيروس كورونا المستجد، بعدما طوروا علاجاً مساعداً يعتمد على تقنية استخراج الخلايا وإعادة إدخالها إلى الجسم، بعد تنشيطها بطريقة مبتكرة.
الإنجاز يؤشر إلى حركة بحث علمي نشطة في الإمارات منذ بداية العام، ساهمت فيها جامعات، ومراكز بحث طبية في الدولة، وسعت إلى ابتكار تقنيات لمواجهة خطورة الفيروس، وأثره البالغ على الجهاز التنفسي، ومساهمة مركز أبوظبي للخلايا الجذعية تستهدف منع تكاثر الفيروس في جسم المصاب، وخفض نسبة الوفيات.
النتائج الأولية للتجارب مبشرة جداً، فقد خضع أكثر من سبعين مريضاً للعلاج، وأثبت نجاعته، ونسب التعافي أعلى منها مع أدوية أخرى، يجربها المجتمع الطبي في العالم منذ شهور، وأشهرها علاج «هيدروكسي كلوركين» للمصابين بالملاريا، و«ريمديسيفر» المضاد للفيروسات، وكل ذلك في إطار السعي إلى محاصرة المضاعفات الخطرة على حياة المريض، وتقليل فترة التعافي.
العلاج بالخلايا الجذعية معروف في العالم لسنوات خلت، وهناك سبع دول، استخدمته في التصدي لمضاعفات «كوفيد- 19»، لكن التقنية الإماراتية المبتكرة تكمن في جمع الخلايا، بما يؤدي إلى تخفيف الضرر على النظام المناعي في جسم الإنسان، والوصول إلى علاج آمن، لا أعراض جانبية له، ليس مثل بقية الأدوية الكيميائية؛ لأن الجسم يتعامل مع خلايا صديقة مأخوذة منه أصلاً.
تطوير علاجات مقاومة، أو ابتكار عقار فعال، هو ما يركز عليه العلماء والباحثون في مختبرات العالم الآن، في ظل الأبحاث التي تسير ببطء لاكتشاف اللقاح وتصنيعه. وفي حين يرجح المتخصصون في الأوبئة أنّ الموجة الثانية من الفيروس ستعبر في الشتاء المقبل، فإن الهدف الآن هو كسب مزيد من الوقت لإبطاء الانتشار، ومعالجة المصابين، ريثما تصل البشرية إلى مرحلة، يتوفر فيها المطعوم حول العالم.
إلى أن نصل إلى ذلك، فمن المهم أن نلاحظ ارتفاع حالات التعافي من الوباء في الإمارات، وقد زادت عن 2543 حالة، نتيجة الجهود اللافتة للفرق الطبية والتمريضية، ومن شأن تكثيف استخدام العلاج بالخلايا الجذعية، أن يضعنا في مصاف الدول المسيطرة على ارتفاع الوفيات بالعدوى.
لكن الخلايا الجذعية تبقى خياراً مساعداً، وكذلك الأدوية القديمة المعروفة في فعاليتها ضد الفيروسات، فالأهم هو أن يتلقى الوباء هزائم مباشرة في ميدان العدوى الرئيسي، وهو المجتمع، حيث يساعد الوعي أكثر من العلاج، وتساهم الوقاية في ما لا يقدر عليه أي تدخل طبي.