أمس الأول شاركت الإمارات العالم الاحتفاء بيوم العمال الذي حل هذا العام وسط ظروف غاية في الصعوبة تمر على الملايين من العاملين في مختلف بقاع الأرض جراء جائحة كورونا.
وفي الوقت الذي تنصلت فيه الكثير من المجتمعات بكل أنانية من التزاماتها تجاه هذه الفئة، ولا سيما تلك التي تنشط فيها المنظمات المتاجرة بحقوق الإنسان وتحاضر فينا ليل نهار عن الحقوق، قدمت دولة الإمارات نماذج رائعة للتضامن مع العمال والوقوف إلى جانبهم وحمايتهم للمحافظة على حقوقهم وامتيازاتهم، تنطلق من مبدأ هام لقيادتنا الرشيدة بأن «الجميع يعمل لأجل الجميع»، وباعتبارهم «شركاءنا في التنمية». وترجمة لما صاغته بلاد «زايد الخير» من إرث إنساني يقوم على تعظيم تقديم العطاء للجميع دون تمييز للون أو عرق أو معتقد.
منذ اليوم الأول لتوارد أنباء تفشي فيروس كوفيدـ 19، كان العمال في بؤرة اهتمام الإمارات لتشملهم الإجراءات الاحترازية لوقايتهم من المرض بتوفير الفحوص المجانية والرعاية الطبية، وكذلك ضمان تطبيق التدابير الوقائية في بيئات ومقار الأعمال، وفي الوقت نفسه تعزيز استقرارهم الوظيفي والمعيشي.
لعل من أهم تلك التدابير أيضاً الخطوة الاستباقية لوزارة الموارد البشرية والتوطين بوضع تنظيم يحول دون المساس بمكتسبات وامتيازات أي عامل، وتنظيم طرق الاستفادة من الإجازة المبكرة وغيرها من الجوانب التي يضمنها البرنامج الوطني لدعم استقرار سوق العمل في القطاع الخاص الذي أطلقته الوزارة.
كما كان لهذه الفئات النصيب الأكبر من برامج الدعم الاجتماعي الذي تبنته قطاعات العمل الاجتماعي في الدولة، سواء وزارة تنمية المجتمع أو برنامج «معاً» في أبوظبي للتخفيف من أي أثر على المستوى المعيشي للفئات العاملة جراء تداعيات الجائحة.
 أمس الأول فرصة تجددت لنقول فيها لشركائنا في التنمية شكراً، فأنتم أصحاب الدور الأساسي في مسيرة البناء والتنمية في وطن يكن لكم كل المحبة والتقدير، وبادلتموه الحب حباً وإخلاصاً وتفانياً، مما أفقد أصحاب «الأسطوانات المشروخة» إياها الصواب، والذين يقتاتون على أكاذيب وافتراءات لم تعد تنطلي على أحد، لأن حقائق الواقع على الأرض أسطع وأبلغ من كل ما يدمجونه في تقاريرهم الزائفة.
ستظل الإمارات بما قدمت وتقدم من خير وتسهيلات ورعاية واهتمام مهوى أفئدة ملايين البشر من كل العالم من اختاروها للعمل والعيش الكريم. وكل عام و«شركاؤنا في التنمية» بخير.