رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كانت واضحة ومباشرة لدى استضافة مجلس سموه الرمضاني مؤخراً، محاضرة قيمة، وتمثلت في ضرورة المضي نحو أهدافنا الوطنية والإنسانية بالحرص على قيمنا التي نؤمن بها ونعمل لأجلها، قيم التلاحم والتكاتف والتضامن والرحمة والتفاؤل والإيجابية ضمن الأسرة الواحدة داخل «البيت المتوحد».
وقد أكد سموه تجاوز التحدي الذي نمر به من خلال «تلازم الإيمان والعمل معاً»، الإيمان بقيمنا الإسلامية والعمل بها والتزود بالعلم الحديث والمعرفة باعتباره طريقنا إلى المستقبل. ومشدداً على الدور الجوهري للقيم والأخلاق في المجتمع في الأوقات والظروف كافة، وهذا ما تجلى في شعب الإمارات والمقيمين على أرضها خلال هذه المرحلة».
من هنا ندرك سر حرص الشيخ محمد بن زايد على إدراج مادة التربية الأخلاقية في مناهجنا الدراسية ومتابعته للأمر بصورة متواصلة لنقطف اليوم ثمرة الإدراك المبكر لهذا الجانب عند بناء الأمم والشعوب والأوطان.
وحرص سموه على توجيه «كل التحية والتقدير إلى كل من يعمل لأجل سلامة هذا الوطن وصحة المواطنين والمقيمين، نفخر بهم جميعاً، ولا نفرق بينهم في عطائهم، وفي حبهم لهذه الدولة».
ولأننا في ظرف غير عادي، عقد مجلس محمد بن زايد محاضرته الأولى في حلة جديدة وشكل جديد مع المحافظة على جوهر التواصل والتفاعل المباشر الذي كان عليه خلال الأعوام السابقة، ونتشرف بحضوره خلال أماسي الشهر الفضيل.
محاضرة «بقيمنا نمضي نحو المستقبل» التي استهلت النشاط الرمضاني للمجلس، وقدمها عن بُعد  الدكتور عمر حبتور الدرعي، المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، قدمت لنا عن قرب المحاضر، وهو كفاءة إماراتية نفخر ونعتز بها، وثمرة الاستثمار في الإنسان على هذه الأرض المباركة. أثرى موضوع محاضرته من جوانبها المتعددة في خدمة الفكرة السامية التي تمحورت حولها والمرتكزة على «استحضار قيم الدين الإسلامي الخالدة والمعاني الراسخة في ثقافتنا الوطنية لمواجهة التحدي والمضي نحو المستقبل».
وإذا كانت «الأزمات مختبرات معادن الرجال وقيم المجتمعات»- كما قال المحاضر، فإننا نفخر بمواقف ومبادرات قائد فذ، طمأننا مع هبوب بدايات عاصفة كورونا «لا تشلون هم» قولاً وفعلاً. حفظ الله الإمارات.