أستهل حديثي عن تحقيق الأمنيات بدعوة صادقة من القلب «تمنياتي للجميع بحياة مستقبلية آمنة وسعيدة». وأما فيما يخص الأمنية بحد ذاتها فإننا نُلاحظ أن هذه السنة والتي ارتبطت بجانحة كورونا «كوفيد 19»، قد تختلف كُلياً عن السنوات السابقة تماماً. وعلى ما يبدو لنا بأننا لم نكن نستوعب بمجيء اليوم الذي نعمل به عن بُعد، وأبناؤنا سيتعلمون عن بُعد، وامتحاناتهم النهائية ستُقدم لهم عن بُعد.
وكذلك لم نكن ننتظر أبداً اليوم الذي سيُعلن فيه حظر التجول من البيت بسبب فيروس لا يُرى بالعين المجردة قد ينتشر بهذه السرعة الرهيبة بين الأفراد من الملامسة أو العُطاس! وما لم نكن نتوقعه أبداً هو إغلاق المساجد وبالأخص بيت الله الحرام!
هي معادلة صعبة لا تقنعنا البتة بأنّ ما يحصل طبيعي، كلا هو ليس أمراً طبيعياً لأن هذا الوباء تسلل إلى أكبر الدول وقضى على الآلاف من البشر، وهذا ما رصدته الأرقام عبر الصحف وعبر جميع المصادر الموثوقة، ولكنه ولله الحمد مؤقت، وهو شيء سينتهي على الأكيد ولابد من التفاؤل لنمضي بحياتنا قُدماً، ونحن بدورنا يجب أن نُبعد النظر في إقناع أنفسنا بأن هذا الوضع مؤقت بالفعل ومن المنطقي أن نتبع الإجراءات الوقائية والاحترازية. ولهذا أيضاً نحن نُمنّي النفس بأن هذا الوباء زائلٌ لا محالة سواء في اليوم أو في الغد أو بعده.
لو أبعدنا النظر قليلاً إلى الأمور الرائعة التي تحققت في هذه السنة سنجد أشياء كثيرة تستحق سنة 2020 بسببها أن تُرفع لها القبعة مثل: الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة للأماكن – التقارب الأسري والتفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة – العزوف عن الأكل غير الصحي – اهتمام الأشخاص بمختلف الفئات العمرية باستخدام التكنولوجيا بسبب التعليم عن بعد والاجتماعات في العمل عن بعد وتحميل برامج التواصل من قبل أفراد الأسرة للتواصل الإلكتروني مع الناس.
أمّا أكبر هدية من السماء جاءت بها سنة 2020 فهي التقليل من التلوث البيئي، فإننا نجد أن البيئة باتت هي العنصر المدلل الآن لترتقي باسمها أمام العالم بسبب هذه الجائحة. فهنيئاً لكِ أيتها البيئة، فأنتِ من ارتقيتِ وزدتِ علواً وشموخاً في هذه السنة!
*كاتبة إماراتية