يسعدنا جداً، ما يحصده برنامج «قلبي اطمأن» على قناة أبوظبي من نجاح جماهيري في العالم العربي، وهو يواصل للموسم الثالث نشر القيم الإنسانية، التي تشكلت منها الشخصية الإماراتية، ويصل بأهدافه إلى مساعدة معوزين ومحتاجين وفك كربة أشخاص وعائلات محرومة، في وقت يشهد فيه بعض التنافس الإنتاجي العربي في المواسم الرمضانية تحطيماً لقيم الشهر الفضيل، باتخاذ عمل الخير طريقاً للشهرة، وللدعاية.
«غيث الإمارات» هو أحد وجوهنا المعروفة منذ عقود، وحينما ينهمك الناس في محركات الإنترنت في البحث عن صورته، فالدوافع تتعدى التشويق والإعجاب، إلى الامتنان للمبادئ الجوهرية في عمل الخير، دون رياء الناس، وهذا نهج خطه لنا زايد الخير، وقد عرفنا جميعاً بعد وفاته، رحمه الله عن كثير من المشروعات الإنسانية والخيرية، خارج الأضواء الإعلامية.
البحث عن وجه «غيث الإمارات»، يحسب نجاحاً للبرنامج وفكرته وأهدافه، وفي الطريق إلى تلبية هذا الفضول الجماهيري، يجد كثيرون وجوهاً عدة للخير الإماراتي في المنطقة والعالم. يجدون قرى نائية وفقيرة في إفريقيا، أقامت فيها الإمارات مراكز صحية ومدارس، يجدون مخيمات أنشأها الهلال الأحمر الإماراتي لغوث اللاجئين، ويتعرفون إلى وجوه إماراتية حقيقية من الموظفين والمتطوعين على امتداد خريطة الغوث، التي ترسمها بلادنا، دون انتظار مغانم أو مدائح.
لكن، لكل نجاح خصوم وحاسدون، حتى ولو كان المجال قضاء دين عن غارم، أو إسعاف مريض بالدواء، أو بناء مسكن لعائلة فقيرة ومشردة، وهذا، مع الأسف، ما استقبلت به منصات الإعلام المعادية رواج وجماهيرية «غيث الإمارات»، وقد سعت إلى «تسييس» برنامج رمضاني، يؤسس لظاهرة جديدة في عون الناس، ونحب أن تنتشر أكثر فأكثر، ونراها في كل دولة عربية.
لا يضرنا ذلك، وقد بلغت قوتنا الناعمة نضوجها وذيوعها في العالم. ولدينا تاريخ حافل وطويل في مشاريع الخير الإنسانية التي لم نوجهها لأغراض سياسية. وفيما كان غيرنا ينفق مليارات الدولارات على دعم الميليشيات الإرهابية، كنا نمد الجسور الجوية، لتعبر ناقلاتنا بالمؤن والغذاء والعلاج للمنكوبين والمحرومين واللاجئين حول العالم، ولا زلنا على ما نحن عليه في عصر كورونا من تكريس بالفعل قبل القول لمبدأ «الأخوة الإنسانية» الذي نؤمن به أساساً للتقارب بين البشر.
أما الذين تمسكوا بـ «الأخوة التنظيمية» مع الجماعات المتطرفة، فأول ما يغيظهم أن يكون «غيث» إماراتياً، بعيداً عن نبل وصدق وشهامة ما يفعل. وهذا ما لا نستطيع أنّ نفعل إزاءه شيئاً، سوى الاستمتاع يومياً بـ «قلبي اطمأن»، وبالفخر في صنيع «عيال زايد»..