تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة دعم الجهود العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وهي تولي اهتماماً خاصاً بالدول الفقيرة أو التي تعاني ظروفاً اقتصادية صعبة كما هي الحال في إفريقيا، حيث حذرت تقارير دولية مؤخراً من حدوث كارثة إنسانية حقيقية فيها، بل وتوقعت مجاعات وموت الملايين إذا ما تفشى الفيروس في دول هذه القارة، وفي الوقت نفسه تحرص دول القارة وغيرها دائماً على التواصل مع دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تحرص على التشاور معها، خاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم، والبحث في سبل مكافحة الفيروس بحكم تجربتها الناجحة في التعامل مع هذه الجائحة، أولاً. وثانياً، حرصها الدائم على تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة الممكنة، بعيداً عن أي حسابات سياسية أو مصالح خاصة. وفي هذا السياق تلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، اتصالاً هاتفياً من ماكي سال رئيس جمهورية السنغال الصديقة، بحثا خلاله العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والجهود المبذولة لاحتواء آثار «تحدي كورونا» على المستويات كافة.
ويأتي هذا الاتصال في سياق الجهود الكبيرة التي يبذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، من أجل مكافحة هذا الفيروس والحد من تداعياته عالمياً، حيث أكد سموه موقف دولة الإمارات الثابت في التعاون والتضامن مع مختلف الدول في العالم في مواجهة فيروس كورونا، مشيراً إلى دعم جهود جمهورية السنغال الصديقة في هذا الشأن، وحرص الإمارات على تقديم الدعم والمساعدة لتعزيز استجابة الدول الإفريقية الصديقة لمواجهة التحدي الذي يفرضه هذا الوباء.
ومن الواضح أن هناك حرصاً كبيراً من قبل قادة العالم على التواصل مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث يواصل سموه الليل بالنهار وهو يتابع جهود مكافحة الفيروس محلياً ودولياً، وقد تواصل مع الكثير من دول العالم الشقيقة والصديقة لبحث تطورات الوباء في العالم وآليات التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات معها في التصدي له واحتواء آثاره.
ولم تقتصر اتصالات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، على الدول، بل حرص سموه على التواصل مع كل الجهات والمنظمات الفاعلة في هذا المجال وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، حيث قامت الدولة بالتعاون مع المنظمة وغيرها من الجهات الدولية، بتقديم مئات الأطنان من المساعدات الطبية للكثير من دول العالم، خاصة الدول الأكثر حاجة للمساعدات، حيث أرسلت حتى الآن أكثر من 314 طناً من المساعدات إلى أكثر من 27 دولة، استفاد منها مئات الآلاف من العاملين في المجال الصحي حول العالم.
والحقيقة أن دولة الإمارات حرصت منذ البداية على الاستجابة السريعة لمواجهة هذه الجائحة ليس على مستوى محلي، حيث كانت أنموذجاً يحتذى به، بما حققته من نجاحات واضحة، سواء فيما يتعلق بإجراءات السيطرة على الفيروس أو التعامل مع تداعياته المختلفة، ولكن أيضاً على مستوى عالمي، حيث لم تدخر جهداً في سبيل تقديم المساعدة لكل الدول مع الحرص على الدول التي تحتاج إلى مساعدات طارئة وعاجلة، وتواصلت مبادراتها وعلى كل المستويات من أجل مكافحة هذا الفيروس ووقف انتشاره، وهذا ليس بالأمر الغريب على دولة قامت أصلاً على عمل الخير، حيث كان مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قدوةً في كل الأزمان في عمل الخير والحرص على مساعدة كل الدول الشقيقة والصديقة، وذلك من منطلق الأخوة والتضامن الإنساني، وهو ما سارت عليه القيادة الرشيدة من بعده.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.