الأسبوع الفائت، أرسل لي رئيس لجنة المسابقات السعودية (السابق)، الدكتور أيمن الرفاعي، رسالة اعتراض «مهذبة» على بعض ما جاء في مقالتي المنشورة «هنا» قبل أسبوعين، تحت عنوان «إعدام لجنة الانضباط..!»، والتي افتتحتها برأي حاد عن حديثه في برنامج «الديوانية» على القناة الرياضية السعودية، وذكرت فيه أنه «سحق اللجنة، وقضى على سمعتها تماماً، وقال لكل الشكوك التي كانت تحاصرها: أنتِ حقيقة، ولجنتنا هي الكذب، هي التدليس، هي المراوغة، هي اختراع القصص لتبدو القرارات عادلة، والموس على كل الرؤوس!»، وأنني اتهمته بـ«الكذب والتلفيق» لتبرير قرارات اللجنة التي كان يرأسها. 
كتب الدكتور أيمن الرفاعي، في رسالته المؤدبة: «عهدتك - وما زلتُ كذلك - تتحرى الأمور قبل أن تتحدث عنها، وكنت سأقبل منك الحديث عن عملي عوضاً عن شخصي، وذلك بتضمين مقالك (أني أكذب)، وعلى الرغم من أنك ذكرت أن قرار إيقاف اللاعب سلمان الفرج، كان في فترة رئاستي، وهذه معلومة ليست دقيقة، فهل ترضى أن أقول عنك (أنت تكذب؟!)، لأن الحقيقة هي أنني كنت حينها عضواً في اللجنة، ولست رئيساً لها، ما يهمني هو التأكيد لك على أنه ليس من الذكاء أن أدلي بمعلومة أمام الملأ، وليس عندي مستند لها، لأنني أعي ما أقول، وقرار إيقاف الفرج استند إلى تقرير من لجنة الحكام، ولولا السرية لأبرزت هذا المستند.. وحين لم يُذكر كامل التفاصيل في بيان اللجنة، فهذا شيء يخص من كان يرأسها وقتها، وراجع لسياسته في نشر القرارات، ولكن قرار إيقاف اللاعب حسين السيد، كان في فترة رئاستي التي حرصت خلالها على الشفافية المطلقة، وهذا ما أثبته بيان اللجنة (الذي استندت أنت إليه في مقالك)، بإيراد جميع التفاصيل، والمقارنة بين القرارين واضحة أمامك».
 حين فرغت من قراءة رسالته، انتبهت أنني متورط بالإساءة له، دون أن أتعمد ذلك، ولهذا كتبت له: «أعتذر لك إنْ كنت مسستك بأذى دون قصد، أو أسأت لك باستخدام عبارات ربما شرحت نفسها بغير معناها! لأن الحديث عن الكذب في المقال، لم يكن يصفك أنت شخصياً (حاشاك)، وإنما يصف إجابتك لحظتها استناداً إلى ما كشفته - لي على الأقل - بعض الملاحظات لاحقاً، وأما قولي إنك رئيس اللجنة حينها فهو خطأ بلا شك، لكنه أيضاً كان - في رأيي - لا يغير من حقيقة أن الحادثة وقعت (حادثة عقوبة الإيقاف)، وأحيلت أسباب اتخاذها إلى تقرير الحكم، بينما لم يُذكر ذلك في قرار العقوبة، على الرغم من أنه ذُكر في قرارات أخرى مشابهة.
 على كل حال، ممتن للطفك يا دكتور، وممتن أكثر لتوضيحك، وإنْ رغبت سأنشره كما هو في مقالتي كجزء من حقك في توضيح الصورة، بالنسبة لي ليس مهماً أن أكون على حق.. ما يهم هو أن تكون الحقيقة متاحة للجميع، وأن نعمل كلنا لتصويب الأخطاء وتقليل حدوثها، شكراً لك مرة أخرى، وشكراً لك دائماً».
والصحيح أنه لم يكن متحمساً لنشر التوضيح، كان حريصاً فقط أن أعرف استياءه من بعض كلامي عنه، وأن أفهم ماذا حدث، ولماذا، وأن أحرص على تحري الحقيقة كاملة، قبل أن أبدأ الحديث عن أي حادثة، لكنني رأيت أن من حقه أن يُقرأ اعتذاري له عن الإساءة غير المقصودة، وأن تُقرأ التوضيحات كما كتبها هو.