مساء الليلة قبل الماضية عند امتداد شارع حمدان في منطقة الزاهية بأبوظبي كان عشرات العاملين والعاملات بانتظار حافلات تنقلهم لمقار أعمالهم في طوابير طويلة لا تراعي مبدأ التباعد الجسدي الذي تؤكد عليه الجهات المختصة ضمن التدابير الاحترازية المتبعة في هذه الظروف.
جاءت دورية للشرطة ودعتهم للتباعد، واستمر الحال على ما هو عليه في ذلك الجزء من الشارع، فكيف سيكون عليه الأمر داخل الحافلات التي تقلهم؟!!. 
سؤال إجابته تكشف حقيقة صارخة تؤكد أن كل الحملات والرسائل التوعوية التي أطلقناها بمختلف اللغات ومنها الإنجليزية والأوردو و«التجلوج» لم تصل للشرائح المستهدفة من أبناء الجاليات غير العربية والآسيوية على وجه التحديد في هذه الظروف الدقيقة التي نمر بها.
 من غير المعقول استدعاء دوريات للشرطة في كل مرة نرصد فيه حشوداً من العمال لتنظيم انتقالها من موقع سكناها لمكان عملها أو العكس.
هؤلاء بدلاً من أن يطبقوا «التباعد» الجسدي يمارسون التقارب، أو «التلاصق الجسدي» كما يقول البعض. وقد شاهدناهم في كل مكان تقريباً يتطلب الأمر فيه ترتيب الدخول والانتظار عند أبواب الجمعيات والمراكز التجارية، وهي تستعد حالياً لاستقبال المزيد من أفراد الجمهور مع تخفيف القيود الذي بدأ على استحياء في بعض المناطق.
مع هذه المشاهد التي تتكرر، يتساءل المرء عن دور الشركات التي يتبع لها هؤلاء العمال، وهي تتنصل من مسؤولياتها بعدم توفير وسائل المواصلات الكافية لهم، بحيث يضطرون للتدافع والتقارب بتلك الصورة الخطيرة التي تنال من جهد كبير وعظيم تقوم به السلطات لحماية المجتمع ومن فيه من مخاطر جائحة وفيروس تسبب في شل حركة العالم بأسره وحصد من الأرواح ما حصد، ومن الإصابات ما أصاب، وكبد اقتصادات الدول والعالم ما يفوق القدرة على التحمل.
 مع هذا تجد من يستخف بكل تلك الإجراءات والتدابير، ولا يعتبر أو يرتدع إلا إذا تجرع مرارة السقم أو فرضت عليه الغرامات الكبيرة التي ينص عليها القانون في هذه الأحوال غير العادية.
نتمنى تعاون الجميع حتى عبور وتجاوز الظرف الصعب، بإدراك خطورة الموقف أمام فيروس لا زال خارج نطاق السيطرة، ويومياً تخرج المعاهد والمختبرات بنظريات تنسف ما قبلها بسبب حداثة «كوفيد -19» وقدراته المتعددة على التحور ما عقّد سرعة التوصل للقاح فعال يقضي عليه بسرعة. حفظ الله الإمارات.