يحل علينا ضيف كريم عزيز، شهر رمضان المبارك، أكرم شهور العام وأبركها. ننتظره كل حول بشوق ولهفة لما فيه من الخيرات والبركات وكل المعاني الجليلة لديننا الحنيف.
يحل علينا الضيف الكريم ونحن نستقبله بصورة غير التي اعتدنا استقباله بها بعد أن فرضت جائحة فيروس كورونا المستجد واقعاً جديداً اضطرنا للتعامل معه وعنوانه الحذر والالتزام من الجميع لأجل الجميع.
استقبلنا الشهر الكريم ولسان حال الجميع «الحمدلله على نعمة الإمارات» والحمد لله على وجود قيادة حكيمة مع الجميع عند الخطوط الأولى من المواجهة تحفزنا وتلهمنا بأن «لا تشلون هم»، ووفرت مع المقولة الخالدة كل الإمكانيات والموارد لحماية المجتمع وكل فرد على أرض الإمارات مواطناً كان أو مقيماً، بكل ما تحمله كلمة «توفير» من معنى ودالة. ومضت تطلق المبادرة تلو الأخرى لضمان أن «لا يمرض ولا يحتاج وألا يجوع أحد على أرض الإمارات من دون أن يهتم به الجميع».
وفي الوقت الذي كانت فيه كل دول العالم «المتحضر» تحجب الرعاية الصحية عن المسنين، كانت قيادتنا تذكرنا ثلاث مرات بحسن رعاية والدينا المتقدمين في السن، والتي أسبغت عليهم تسمية «كبار المواطنين» براً وإحساناً.
مبادرات جسدت التلاحم الأسري الكبير لكل من ينطوي تحت سقف «البيت المتوحد»، تستلهم قيم ديننا الحنيف وآداب وأخلاق شهر البر والإحسان والخير والجود الذي يتجلى من تلك المبادرات ليمد يد العون والإحسان لكل متضرر من جائحة كورونا دون تمييز.
 ونحن نستقبل الشهر الكريم في هذه الظروف الاستثنائية، علينا الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والبقاء في المنازل من أجل سلامتنا جميعاً، خاصة أن دوائر الإفتاء المعتمدة قد دعتنا للاستفادة من رخص الله وتسهيله على خلقه لعبادته وهم في بيوتهم.
كما دعت الذين اعتادوا توزيع الطعام أمام منازلهم لتحويل الأمر إلى الجمعيات الخيرية المعتمدة التي ستقوم عنهم بأداء الطقس الرمضاني الجميل ليصل للمستحقين أينما كانوا.
مبادرات وخيارات متاحة أمام الجميع للاستفادة منها والتجاوب معها، يسرت أمامنا سبل تكريس التلاحم بين أفراد المجتمع بآداب وأخلاق رمضان وروح العطاء والخير فيه. وفي الوقت ذاته نضع نصب أعيننا أن الهدف هو سلامة الجميع حتى نتجاوز هذا الظرف العابر سالمين وفي أقرب وقت.
تقبل الله منكم الصيام والقيام وكل عام والإمارات وأنتم بخير.