ما أعظم أن يعيش الإنسان على وطن يستحق أن يُعاش فيه ولأجله، هي العبارة التي تختصر اليوم حال مواطني وساكني دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين يدركون أنهم لن يضاموا ولن تتمكن منهم ظروف العوز والحاجة، ما داموا تحت ظل قيادة حكيمة تعلي شأن الإنسانية في كل خطوة من خطاها، فالإنسان على أرض هذا الوطن المعطاء يضمن أنه سيعيش حياة كريمة لن يمدّ يده وهو على ترابها إلى أي كائن من مكان. هذه المقدمة التي كان لابدّ منها، بسيطة أمام حجم العطاء الإماراتي، عطاء القيادة والأهل وكل مَن يعيش تحت حمى هذه الأرض الطيبة، وهي لا شي أمام ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمناسبة إطلاق حرم سموه، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء بنك الإمارات للطعام، حملة «10 ملايين وجبة»، الرامية إلى تقديم وجبات طعام أو ما يعادلها من طرود غذائية وتموينية لدعم الأسر المتعففة والأفراد المحتاجين في مختلف أنحاء الدولة، حيث قال سموه إنه «في الشدائد تظهر معادن الرجال.. ومعادن المؤسسات.. ومعادن المجتمعات.. وهذه الأزمة أظهرت معدن دولتنا الأصيل.. وروح الخير المتجذرة في الجميع».
حملة الـ«10 ملايين وجبة»، الحملة الوطنية والمجتمعية الأكبر من نوعها، وتنظمها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بالتعاون مع «صندوق التضامن المجتمعي ضد كوفيد- 19»، جاءت لإتاحة الفرصة لكل فئات المجتمع والشركات ورجال الأعمال للمساهمة فيها، سواء بالتبرع النقدي أو التبرعات العينية على شكل مساعدات غذائية ومواد تموينية، بحيث يتم إيصال وجبات الطعام والطرود الغذائية للمستفيدين، للتخفيف من معاناة الفئات الأكثر تضرراً من تفشي كورونا، وتعزيز قيم التراحم والتكاتف مع الفئات المعوزة، مع قرب حلول الشهر الفضيل، انسجاماً مع ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، من أن «حملة الـ10 ملايين وجبة هدفها ترسيخ التعاون والتعاضد في المجتمع الإماراتي لعبور هذه الأزمة العالمية ونحن أكثر قوة»، مضيفاً سموه: «الشيخة هند أقرب الناس للناس.. وأقرب من وجدت لرعاية هذه الحملة الإنسانية في هذه الأوقات الاستثنائية.. الشيخة هند ستقود خير الأعمال وهو إطعام الطعام في هذا الشهر الفضيل وفي بلادنا.. بلاد الخير والعطاء».
إن المتمعن في قول سموه إن «إطعام الطعام وخاصة ونحن على أبواب الشهر الفضيل هو أولوية إنسانية ومجتمعية تفرضها ظروف أكبر أزمة يمر بها العالم من حولنا.. أزمة أظهرت معدن دولتنا الأصيل وروح الخير المتجذرة في المجتمع.. لن يمرض أحد.. ولن يحتاج أحد.. ولن يجوع أحد على أرض الإمارات من دون أن يهتم به الجميع»، يستطيع أن يدرك حجم الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات بقيادتها ومؤسساتها وشعبها باستقرار الأفراد والأسر وتحسين حياتهم وجعلهم آمنين وهانئين، من خلال توفير مستلزماتهم الغذائية والتموينية، وخاصة أن العالم الإسلامي مقبل على شهر رمضان المبارك الذي يمرّ هذا العام والدول كافة تعاني من انتشار وباء كورونا، الذي يحتاج فيه الإنسان إلى تعزيز مناعته وتقوية جهازه الصحي الذي يعتمد أكثر ما يكون على الغذاء الكافي والمتنوع.
لقد أكدت دولة الإمارات، وفي كل الظروف، أصالتها وإنسانيتها ونبل أخلاق الجميع فيها، في أوقات الرخاء والشدة، فإطعام الطعام والانتباه لحاجات الناس الغذائية خلال شهر الصيام، وخلال الأشهر المتبقية، هي منظومة مؤسسية ومجتمعية وفردية، تسير وفق قيم من التكاتف والتعاضد مع الفئات الاجتماعية المتعففة، للإسهام في سد احتياجاتها الأساسية، بما يعزز شعور أبنائها بالأمان والاستقرار والطمأنينة، ويصون كرامتهم الإنسانية، ويؤصل لقيم البر والكرم والإحسان وثقافة العطاء والمساندة، ويحقق المزيد من تضافر جهود القطاعات والموارد والإمكانات، في هذا الشهر المبارك.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.