بينما نحن، كأمة، نشيد ونفخر بالعمل الشاق الذي يقوم به عمال الرعاية الصحية، فإن ما لا ندركه أن أكثر من 1 من كل 6 من العاملين في الرعاية الصحية في الولايات المتحدة هم من المهاجرين، وبالنسبة للأطباء الأميركيين، فإن الإحصائيات أكثر وضوحاً، أي أن 1 من كل 4 أطباء هم من المهاجرين، وفي الولايتين الأكثر تضرراً بجائحة كورونا (كاليفورنيا ونيويورك)، فإن أكثر من ثلث إجمالي العاملين في مجال الرعاية الصحية هم من المهاجرين.
هؤلاء الأفراد، المجبرون على العمل ليلاً ونهاراً كأطباء وممرضين وصيادلة، أثناء أزمتنا الوطنية، يتعين عليهم أيضاً مواجهة أحكام الهجرة غير العادلة، مثل حظر السفر الذي تفرضه الإدارة، وحواجز الطرق، والشروط التعسفية المفروضة على إصدار البطاقات الخضراء، وقواعد الرسوم العامة الجديدة، وتضيف سياسات الرئيس ترامب ضغطاً على الضغط الذي يتعرض له هؤلاء، فهناك نحو 30.000 مستفيد من برنامج «الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة» (المعروف باسم برنامج داكا)، بمن فيهم 200 يفترض أن يصبحوا أطباء، لكنهم على الأرجح سيخسرون وضعهم في يونيو، حيث ستسمح المحكمة العليا للرئيس ترامب على الأرجح بإلغاء البرنامج، وهناك شائعات بأن وزارة الأمن الداخلي، ربما تقوم بمداهمات وعمليات ترحيل ضد المستفيدين من برنامج «داكا» الذين ينقذون أرواح الأميركيين.
ولا ينبغي مطالبة هؤلاء المهاجرين بتعريض حياتهم للخطر من أجلنا، وتركهم تحت التهديد بترحيلهم، وعلى الرئيس ترامب تعليق سياسات الهجرة البيزنطية بالنسبة لهؤلاء العاملين في مجال الرعاية الصحية على الفور، والعمل مع الكونجرس من أجل إعفاء العاملين في مجال الرعاية الصحية من أي قيود على الهجرة، هذا إلى جانب إنشاء فرق عمل داخل وزارة الأمن الوطني ووزارة الخارجية لتسريع النظر في أوضاعهم الحالية، سواء تعلّق الأمر بتجديد تأشيرات غير المهاجرين، أو بطلبات الحصول على البطاقة الخضراء، أو بالحصول على الجنسية، نحن، كأمة، لا نستطيع تحمل فقدان هؤلاء، وهذا أقل ما يمكننا القيام به من أجلهم بعد كل ما فعلوه من أجلنا.
كريستوفر ريتشاردسون
*دبلوماسي أميركي سابق ومحامٍ متخصص في قضايا المهاجرين
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»