ليس هناك ما هو أشد تأثيراً في النفس من رسالة تصل إلى الأبناء والبنات من أمهاتهم في وقت التعب والشدّة، فكيف تكون الحال إذا ما وصلتهم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، حين فاجأت سموها الكادر الطبي في دولة الإمارات العربية المتحدة برسالة شكر وتقدير وصلتهم عبر هواتفهم الشخصية، نصها: «إلى ابني/‏ (ابنتي) الدكتور/‏ (الدكتورة)....، أرفع لك أسمى آيات الشكر على ما تبذله من جهود، لحماية المرضى والمصابين بفيروس كورونا، قلوبنا معكم في تلبية نداء الوطن، والذي يعد تاجاً نفخر به وقت الأزمات. الله يحفظكم ويخليكم ذخراً للوطن. أمك، فاطمة بنت مبارك».
هذه المفردات التي تعلي من الهمّة وتشدّ من الأزر والعزيمة، كانت بمثابة تقدير عميق أرسلته أم الإمارات إلى أبنائها الأبطال، خط الدفاع الأول في مواجهة جائحة كورونا، من الطبيبات والأطباء في مختلف مواقع عملهم، وهي تعبير عن امتنان دولة الإمارات لحجم التضحيات الملهمة التي يقدمها «جنود الجيش الأبيض» في سبيل الحد من تداعيات الفيروس الصحية، باذلين الأنفس والأرواح لأجل حماية المجتمع من الفيروس بشجاعة وإصرار، ومعاونة المرضى وتقديم كل ما يلزمهم من عناية ورعاية واهتمام.
لقد انتهجت قيادة الدولة الحكيمة نهجاً سامياً في التعامل مع العاملين في كل القطاعات، إلا أن أولئك العاملين في المجالات الطبية ينالون تقديراً بالغاً من القيادة الرشيدة، فكلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في نهاية مارس الماضي، التي جاء فيها، «شكراً خط دفاعنا الأول.. شكراً لتضحياتكم.. وسهركم.. وبذلكم من أجل الوطن»، تتضمن كل معاني الثناء للكوادر الطبية التي يبذل أفرادها جهوداً جبارة لاجتياز أزمة كورونا، وتضع على كاهلهم في الوقت نفسه مسؤولية مضاعفة الجهود والارتفاع بمستوى الطموح في القضاء تماماً على هذا الوباء.
كما تجسّدت قيم الشد من أزر الأطباء والعاملين في مجالات الرعاية الصحية، وأي جندي يعمل في قطاع حيوي لأجل مواجهة الجائحة في كل أنحاء الدولة، وتحفيزهم على بذل المزيد من الجهود في سبيل التغلب على وباء كورونا، بالعبارات التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال حديثه مع عدد من قادة الفرق الوطنية التي تواجه انتشار كورونا، وذلك حين قال: «أنتم رافعين الراية، ورايتكم بيضاء، لأن سمعتكم من القريب والبعيد جميلة جداً وطيبة وأنا المحظوظ بأمثالكم ممن يقفون كالرمح في أصعب الظروف».
لقد وجد أبناء وبنات الكادر الطبي والعاملون في مجال الخدمات الصحية في دولة الإمارات كل الدعم، ولذلك تلقاهم مستعدين دوماً للانخراط في أي مبادرة أو برنامج في سبيل حماية الصحة والسلامة العامة، والنهوض بالمستوى الصحي إلى أبعد الحدود، فقبل أيام قليلة، أطلقت «حاضنة الأفكار» التابعة لجمعية «إمارات العطاء» عيادة ذكية متنقلة، تتكون من حافلة طبية كبيرة تحتوي على وحدة للتصنيف والمسح، ووحدة للاستقبال، وعيادة عامة، ووحدة مختبر وصيدلية، للكشف المبكر عن الإصابة وعلاج المرضى المصابين بالفيروس، حيث يتم التواصل في العيادة الذكية عن بُعد مع كبار الاستشاريين والاختصاصيين من الأطباء في الدولة لتشخيص وعلاج كورونا، بما يؤكد حرصهم على المشاركة الفعالة في الجهود المبذولة للحد من انتشار الفيروس، ورد الجميل للوطن الذي لا يبخل على أبنائه بأي إمكانية أو صورة من صور الدعم.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.