ليس الاهتمام بفئة أصحاب الهمم حديث العهد في دولة الإمارات العربية المتحدة، فلطالما كانت هذه الفئة الأولوية الأولى التي توجّه القيادة الرشيدة بدعمها والعناية بها، وتقديم كل سُبل الرعاية والتمكين والإدماج لها في شتى مجالات الحياة، من خلال تأمين حقوق أصحاب الهمم كاملة في التعليم والعمل والسكن والنقل، وتوفير أفضل الخدمات لهم في المؤسسات والمرافق كافة، انطلاقاً من دورهم المحوري في مسيرة البناء والتنمية، وبوصفهم أعضاء فاعلين في نهضة الدولة واستقرارها.
ومؤخراً، ولأجل تمكين أصحاب الهمم غير القادرين على الوصول إلى مراكز الفحص الخاصة بفيروس كورونا، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم، من المواطنين والمقيمين، حيث قال سموه في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «أطلقنا اليوم البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم من مواطنين ومقيمين، نستكمل به جهود الإمارات الاحترازية والوقائية لمواجهة انتشار فيروس «كورونا».. أصحاب الهمم لهم دورهم في البناء والتنمية، وبإذن الله، نسعى إلى توفير أقصى درجات الوقاية والصحة لمجتمع الإمارات بكل أطيافه».
لقد جاء إطلاق البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم، ليستكمل جهود الدولة الاحترازية والوقائية في تعزيز السلامة والصحة العامة المجتمعية، ويساند مراكز المسح «من المركبة» ومراكز الفحص المعتمدة على مستوى الدولة، بما يعزز قيم وممارسات التسهيل على هذه الفئة الاجتماعية، من مواطنين ومقيمين، حيث وجّه سموه بعمل جدول زمني، يتضمن حصر الحالات، والبدء بعملية المسح لإنهاء البرنامج في غضون 30 يوماً من بدء التنفيذ، ليكون البرنامج الأول من نوعه في العالم، الذي يضمن حقوق أصحاب الهمم الصحية في زمن كورونا، ويوفر لهم جميع الخدمات التي تراعي قدراتهم وإمكاناتهم، وفق أفضل المعايير العالمية المعتمدة، وبروتوكولات منظمة الصحة العالمية.
وتأكيداً على إيلاء الأهمية الكبرى لأصحاب الهمم، وخاصة في المجالات التي تحفظ سلامتهم وصحتهم، قال سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم: «إن مؤسسة زايد العليا اتخذت التدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية كافة منذ بدء وباء كورونا للحفاظ على صحة وسلامة منتسبيها من أصحاب الهمم وأسرهم، وكوادرها الوظيفية كافة، تعزيزاً لسلسلة التدابير الوقائية والاحترازية التي تتبعها حكومة أبوظبي، وتجاوباً مع الجهود المبذولة على مستوى الدولة، حرصاً على سلامة الجميع».
وقد بذلت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات جهوداً ملهمة في دعم شرائح المجتمع كافة، من مواطنين ومقيمين، بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية واللغوية، لاسيما أصحاب الهمم، الذين نالوا شرف هذا الاهتمام والدعم، بمبادرات ومشاريع وبرامج وخطط أسهمت في دعم استقرارهم، ومكنتهم من خوض غمار الحياة بيسر وسهولة بالغَين، فحصلوا على حقوقهم في التأهيل والتدريب والعمل والتعليم، وخاصة في هذا الظرف العصيب الذي تمرّ به الإنسانية جرّاء كورونا. ففي مطلع أبريل الجاري طبقت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم برنامج «التعلم عن بُعد»، بما يستكمل العملية الدراسية للمنتسبين إلى المؤسسة من أصحاب الهمم، ويدعم جهود الدولة في استمرار العملية التعليمية بانسيابية وكفاءة.
إن إطلاق البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم، يعدّ لفتة إنسانية ملهمة في فترة يحتاج فيها الجميع، وخاصة أصحاب الهمم، إلى الدعم والرعاية والتمكين، فهذا البرنامج سيجنبهم مشقة الذهاب إلى المراكز الصحية لإجراء فحص فيروس كورونا، ويدعم مسيرتهم ويمكنهم من تقديم المزيد من العطاء وفق قيم التشاركية التي اعتادوها في وطن يرى فيهم القدرة على إنجاز المستحيل، وقيادة تشعر بهم وتحرص على تقديم أفضل الخدمات لهم، لتطويرهم وحثّهم على الاستمرارية وعدم التوقف عند أي عقبات، باعتبارهم عنصراً من عناصر الثروة الأهم التي تعزز مسيرة الدولة ونهضتها التنموية وهي الثروة البشرية ذات المشاركة الفاعلة في عملية التطور والتقدم، التي تشهدها دولة الإمارات.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.