السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بروتين «كوفيد - 19» خطوة لمواجهة «كورونا»

بروتين «كوفيد - 19» خطوة لمواجهة «كورونا»
11 ابريل 2020 03:20

شعبان بلال (القاهرة)

تواصل المختبرات وشركات الأدوية في مختلف أنحاء العالم تجاربها من أجل التوصل إلى علاج للفيروس الذي يحصد مئات الأرواح حول العالم على مدار الساعة، وفي هذا الإطار، قال خبراء وباحثون إن اكتشاف بروتين فيروس كورونا المستجد بداية لإمكانية التوصل للقاح له، ومفتاح اكتشاف كيفية استهدافه. وأكد الخبراء أن البروتين هو مفتاح الفيروس لاختراق الخلايا البشرية.
وتوصل فريق من الكيميائيين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا، إلى نتيجة علمية يعتقدون أنها تساهم في التوصل إلى دواء لفيروس كورونا، وقد يمنع قدرة الفيروسات التاجية على دخول الخلايا البشرية، والدواء المحتمل هو عبارة عن جزء بروتين قصير يحاكي بروتيناً موجوداً على سطح الخلايا البشرية.
وأظهر الباحثون أن البروتين الجديد يمكن أن يرتبط بالبروتين الفيروسي الذي تستخدمه الفيروسات التاجية لدخول الخلايا البشرية، ما قد يؤدي إلى نزع سلاحه الذي يخترق به الرئة البشرية ويدمرها.

أكد الدكتور محمد علي، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث في مصر، أن إعلان فريق بحثي أميركي التوصل إلى البروتين الخاص بفيروس كورونا المستجد يفتح الطريق، ويسهل عملية إنتاج لقاح للفيروس، موضحاً عدم وجود نتائج معلنة حتى الآن حول الخطوة التالية لذلك.
ويقول الباحث المصري لـ «الاتحاد» إن كل فيروس فيه مجموعة من البروتينات تختلف عن الفيروسات الأخرى، ما يستدعي تشريح الفيروس وفحص كافة البروتينات الموجودة للتعرف على بروتينات الفيروس الجديدة التي يتم استخدامها في النهاية للتوصل للقاح.
وأكد أن هذه العملية الخاصة بفحص البروتينات طبيعية عند ظهور أي فيروس جديد، مؤكداً أن هذه الخطوة الخاصة التي أعلن عنها الفريق البحثي الأميركي ستسهل طريقاً طويلاً من العمل على تشريح الفيروس والتعرف عليه.
وأشار أستاذ الفيروسات إلى أن إنتاج لقاح سيستغرق وقتاً طويلاً بالمقارنة بمحاولات التواصل لعلاج من جميع الدول الآن، مؤكداً أن هناك أدوية فعالة بنسبة كبيرة، وسيتم اعتمادها خلال شهر من الآن لمواجهة الفيروس.

طفرات البروتين
ويقول باحثون في معهد ماساتشوستس إن الفيروسات التاجية، بما في ذلك كورونا الذي يسبب تفشي مرض كوفيد - 19 الحالي يحتوي على العديد من طفرات البروتين البارزة من غلافها الفيروسي، حيث تبين أن فيروس كورونا يحتوي على بروتين معين قادر على الارتباط بإنزيم في جسم الإنسان يسمى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2)، وتم العثور على هذا الإنزيم على سطح العديد من الخلايا البشرية، بما في ذلك الخلايا الموجودة في الرئتين، ويعد هذا الإنزيم الموجود على جسم الإنسان هي نقطة الدخول التي يستخدمها الفيروس التاجي، وذلك مثلما حدث من قبل في عام 2002-2003 عندما تفشى فيروس السارس.
وقال الدكتور علاء الخولي، أستاذ الفيروسات المصري، إن العلماء نجحوا منذ سنوات فى استخدام هذا البروتين أو جزء منه بنجاح لإنتاج مواد مشخصة ولقاحات مركبة وراثياً، خاصة المحملة على عوائل غير ضارة أو كجزيئات شبيهة الفيروس لفيروسات السارس كورونا والأنفلونزا والميرس كورونا.
وأوضح لـ «الاتحاد» أن هذا ما هو مستهدف حالياً بعشرات المعامل الفيدرالية والتابعة لشركات خاصة بأنحاء العالم، ومنها مصر، مشيراً إلى أنه مؤخراً أعلنت أحد المعامل الكندية إنتاج مادة مشخصة حساسة وسريعة للكشف عن الفيروس في دقائق باستخدام تكنولوجيا القوالب الصناعية لهذا البروتين.
وأكد أيضاً أن المعهد القومى للصحة، أعلن بداية المرحلة الأولى للتجربة الإكلينيكية بسياتل بالولايات المتحدة لتجربة لقاح مهندس وراثياً اسمه RNA-1273 لتحديد الجرعات والأمان فى بعض المتطوعين.
وأضاف أستاذ الفيروسات أنه من الممكن إنتاج اللقاح من الفيروس الكامل المثبط بشرط أن يكون فى المخمرات البيولوجية على خلايا الزرع النسيجى المعلقة من دون سيرم وفي معامل تتسق مع ممارسات التصنيع الجيد، وبمستوى الأمان الحيوي الثالث، مؤكداً أن كل هذا يبشر بقرب الوصول لعلاجات أو لقاحات واقية قريباً للفيروس.

منع دخول الفيروس الجسم
ويقول براد بينتلوت، أستاذ الكيمياء المساعد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والذي يقود فريق البحث «إن لديهم مركب الرصاص الذي يرغبون في استكشافه لأنه في الواقع يتفاعل مع بروتين فيروسي، ويمكنه وقف اختراقه لخلايا الرئة البشرية».
ويأمل الباحثون في تطوير عقاقير يمكن أن تمنع دخول الفيروس إلى جسم الإنسان، خاصة خلايا الرئتين، ما دفع كيميائيين إلى إجراء عمليات محاكاة حسابية للتفاعلات بين البروتين الموجود في الفيروس والإنزيم الموجود في جسم الإنسان ومجال الربط بينهما، حيث يمكن لهذا النوع من المحاكاة أن يمنح الباحثين آراء حول كيفية تفاعل الذرات والجزيئات الحيوية مع بعضها بعضاً، للتوصل لعلاج يوقف هذا التفاعل بين خلايا الفيروس وجسم الإنسان.

التركيب البروتيني
الدكتورة مها رأفت، باحثة الفيروسات في معهد بحوث الأمصال واللقاحات في مصر، قالت إن اكتشاف بروتين الفيروس هو بداية لإمكانية إنتاج لقاح له عبر إجراء تجارب على الحيوانات، ثم أخرى سريرية على الإنسان.
وأوضحت رأفت لـ «الاتحاد» أن الفيروس يتكون من حامض هو بمثابة المخ له، وغلاف من البروتينات، وكل نوع له بصمة خاصة به موجودة على آخر غلاف عبارة عن خلطة من البروتين مع كربوهيدرات يختلف شكلها من فيروس لآخر.
وأكدت أن هذا التركيب البروتيني مع الكربوهيدرات هو مفتاح الفيروس الذي يقتحم به الخلية وهو المعروف بـ «سبايك»، مشيرة إلى أن اكتشاف هذا التركيب البروتيني للفيروس يضع البحوث على أول طريقة إنتاج قفل يمنع دخوله إلى الجسم.
وأضافت أنه عندما يتم اكتشاف البروتين الغريب عن الجسم يتم تجريبه على الحيوانات ثم حقن الإنسان ليفرز جسده أجساماً مناعية، أو مضادة لهذا الفيروس، ثم إنتاج لقاح.
وشددت الباحثة على أن هناك عدة سلبيات لابد من وضعها في الحسبان أثناء هذه العمليات، أولها أن سعر اللقاح سيكون مرتفعاً بصورة كبيرة، بالإضافة إلى إمكانية تسببه في صدمة حساسية يكون تأثيرها أقوى من الفيروس نفسه، والخطر الأخير هو إمكانية تسبب ذلك في إحداث طفرات للفيروس غير الطفرات الطبيعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©