الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الديمقراطية.. فريضة غائبة في تنظيم «الإخوان»

الديمقراطية.. فريضة غائبة في تنظيم «الإخوان»
19 ابريل 2020 02:27

أبوظبي (الاتحاد)

انتهت دراسة أعدها مركز تريندز للبحوث والدراسات بأبوظبي، بعنوان «الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين: السمات..الأهداف.. المستقبل» وما توصلت إليه من نتائج، على ضوء الإجابة عن تساؤلاتها واختبار الفرضيات الرئيسية التي انطلقت منها، إلى 13 نتيجة، منها أنه في الوقت الذي يبدو أن الهيكل التنظيمي والإداري لجماعة الإخوان يتسم بالطابع المؤسساتي، فإن طريقة تسيير شؤون الجماعة تنحو إلى الفردية والشخصية، وهذا يعني أن مجلس الشورى الخاص بهذه الجماعة، ليس سوى واجهة أو شكل يستهدف تحسين صورتها لدى الغرب، وإعطاء الانطباع بأنها تؤمن بالديمقراطية الحديثة، وتلتزم بمبادئها.
كما انتهت إلى أن الهيكل التنظيمي والإداري لجماعة الإخوان يعكس عدم إيمانها بقيم الديمقراطية، خاصة في ظل هيمنة المرشد ومكتب الإرشاد على القرارات، نتيجة ثقافة السمع والطاعة التي يلتزم بها عناصر التنظيم، والتي تكرس الطاعة العمياء للمرشد، وعدم مراجعته في أي قرارات. كما تظهر هذه السمة أيضاً في العلاقة بين التنظيم الدولي للإخوان وفروعه المنتشرة في العديد من دول العالم، التي تدين بالولاء له، وتخضع لقراراته وتوجيهاته، حتى لو كانت ضد مصلحة دولها الأصلية، الأمر الذي يؤكد في الوقت ذاته، عدم إيمان جماعة الإخوان بالدولة الوطنية، بل تتجاوزها إذا ما تعارضت مع مصلحة التنظيم.
وأوضح مُعد الدراسة، الباحث والكاتب الإماراتي محمد خلفان الصوافي، أن هذه النوعية من الدراسات الرصينة والرشيقة، تمثل مصدراً مهماً لصناع القرار، والخبراء والباحثين والأكاديميين، لإطلاعهم بدقة على جميع أوجه وجوانب الجماعة الإسلامية، بعيداً عن التهويل والتهوين، خاصة أن الوطن العربي يعيش حالياً لحظات فارقة مع فشل وانكشاف جميع مشاريع جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان.
جاءت الدراسة التي تعد الثانية للمركز في نحو 231 صفحة، في سبعة فصول، بالإضافة إلى المقدمة والنتائج العامة والمراجع والمصادر. وتناولت في فصلها الأول تحت عنوان «المنهجية والإطار النظري للدراسة»، المناهج العلمية التي تم اتباعها في إعداد الدراسة، كالمنهج التحليلي/‏‏التفسيري، والمنهج الوصفي، والمنهج التاريخي.
وتتعرض الدراسة في فصلها الثاني إلى السمات العامة لهيكل الإخوان التنظيمي، سواء في ما يتعلق بالمركزية، أو الشخصنة في عملية صنع القرار.
وتلقي الدراسة الضوء في فصلها الثالث، على ما أسمته تأقلم الهيكل التنظيمي للجماعة مع التحديات التي واجهته على مر العقود، وكيف سيؤثر الانشقاق الذي لحق بهيكلها التنظيمي بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013 على مستقبل الجماعة ومشروعها السياسي.
وخصصت فصلها الرابع للبحث في دور مرشد جماعة الإخوان والهيئات التنظيمية المرتبطة به مباشرة، التي تتمثل في مكتب الإرشاد العام، ومجلس الشورى، والتنظيم الخاص (الجهاز السري)، وتنظيم الأخوات المسلمات.

التراتبية
تنتقل الدراسة في فصلها الخامس إلى مستوى آخر من التراتبية التنظيمية، يتمثل في المكاتب الإدارية للجماعة وتقسيماتها المختلفة، بدءاً من المنطقة، ثم الشعبة، ومن بعدها الأسرة، والكيفية التي يتم بموجبها التواصل مع القيادة.
ويقدم الفصل السادس، الذي يحمل عنوان «اختبار فرضيات قوة ضعف البناء التنظيمي وفقاً للمقاربات النظرية والمنهجية»، رؤية شاملة للتنظيم، تأخذ في الاعتبار الأبعاد السوسيولوجية والسلوكية والبيروقراطية والقيادية والمجتمعية.
ويحلل الفصل السابع من دراسة «تريندز»، جوانب القوة ومظاهر الضعف التي تعتري الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان، بناء على خبرة التنظيم في التعامل مع مختلف الأزمات والتحديات التي واجهته منذ نشأة الجماعة، حتى مرحلة ما بعد ثورة الـ30 من يونيو عام 2013.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©