كثُر الحديث في مختلف وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، عن تخفيض رواتب اللاعبين والأجهزة الفنية للاتحادات والأندية الرياضية، بعد تفشي وباء كورنا الذي أصاب قرابة المليونين، وحصد أرواح أكثر من 116000 على مستوى العالم، وأوقف وجمّد كل الأنشطة الرياضية، وخسرت المؤسسات الرياضية الكثير بسبب هذا التوقف، دونما تحديد موعد للعودة.
دون شك، القرار الذي اتخذه اتحاد كرة القدم بالموافقة على تخفيض رواتب لاعبينا المحترفين 40% كغيره من مؤسسات القطاع الخاص التي أيضاً قد تكون مطالبة بذلك، لأن عوائدها تأثرت وعليها جدولة مصروفاتها، تماشياً مع الوضع، حتى لا تضطر تلك الشركات والمؤسسات إلى الإغلاق التام وتسريح عمالها وموظفيها، كما يتردد في أوروبا وأميركا.
عالمياً، ساهم عدد من نجوم الكرة بدعم المؤسسات الصحية بالمال والأجهزة الطبية في بلدانهم، للتخفيف عن كاهل دولهم وشعوبهم لمحاربة الوباء، إيماناً منهم بدورهم ومسؤولياتهم المجتمعية في رد الجميل لأوطانهم في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، باعتبارهم مشاركين في محاربة الوباء، ودعم مؤسسات الدولة للقيام بواجباتها، للخروج من هذا الكابوس الذي حصد الأرواح، وبالتالي فقدت مؤسساتها عوائدها التي كانت الداعم لأنشطتها، التي طالما أسعدتنا بطولاتها ونجومية محترفيها، وعشنا معها ومعهم أمتع أوقاتنا في تشجيعهم، والتباهي بهم، وملاحقتهم في كل بطولاتهم المحلية والدولية.
تصدت قيادتنا الرشيدة لهذا الوباء محلياً، ومدت يد العون للأشقاء والأصدقاء في كل أنحاء العالم، وجاء الدور على لاعبينا الذين كانوا دائماً في صدارة المشهد عبر مواقف كثيرة نعرفها، ولم يفصحوا عنها، خصوصاً الإنسانية، من منطلق التزامهم الديني والاجتماعي، وأنا كلي ثقة بأن لاعبينا أكثر حرصاً لتلبية نداء الواجب في أي مبادرة تخفف من معاناة الإنسانية، متى ما دعوا إليها أو سمعوا عنها؛ لأنهم أكثر شرائح المجتمع تفاعلاً مع محبيهم والذين بهم تتشكل نجوميتهم.
عدد من محترفينا الأجانب في دورينا لهم مساهماتهم في بلدانهم في ظل الأوضاع الاعتيادية، وضاعفوا منها في هذه الأزمة، وتنازل لاعبينا عن نسبة من مستحقاتهم للتخفيف عن كاهل أنديتهم، سيكون موضع تقدير، وموقفاً سيذكره التاريخ، وسيكون بمثابة علامة مضيئة في مسيرة لاعبينا.