الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمم المتحدة: أزمة «كوفيد-19» معركة جيل

الأمم المتحدة: أزمة «كوفيد-19» معركة جيل
11 ابريل 2020 03:03

نيويورك (وكالات)

حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس مجلس الأمن الدولي المنقسم منذ أسابيع على إظهار الوحدة في مجال العمل على الاستجابة لأزمة وباء كوفيد-19، مشيراً إلى أن الأمر «معركة جيل ومبرر وجود الأمم المتحدة نفسها».
وأضاف الأمين العام خلال الاجتماع الأول للمجلس المخصص للوباء عبر الفيديو: «إن إظهار وحدة وتصميم المجلس يعني الكثير في هذه الفترة المقلقة».
وانتهت الجلسة المغلقة، في وقت متأخر مساء أمس الأول، بعد ثلاث ساعات من انعقادها، ببيان مقتضب من الدول الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن، اكتفوا فيه بالإعراب عن «دعمهم» للأمين العام.
وشدد جوتيريس من جهته على أن «انخراط مجلس الأمن سيكون حاسماً في التخفيف من آثار وباء كوفيد-19 على السلام والأمن»، مضيفاً: «لهزيمة الوباء، نحن بحاجة للعمل معاً»، و«هذا يعني تعزيز تضامننا». وأثار في هذا الإطار خطر الإرهاب «الذي لا يزال حياً».
وأعرب جوتيريس عن قناعته بوجود خطر متصاعد في المستقبل يتمثل في شن الإرهابيين هجمات بيولوجية سامة تهدف إلى انتشار أوبئة قاتلة مثل وباء كورونا.
وبشكل خاص، أطلع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الاجتماع الافتراضي للمجلس على تطورات المرض، الذي أصاب حتى الآن نحو 1.62 مليون شخص وقتل أكثر من مئة ألف في أكثر من 200 دولة ومنطقة.
وقال جوتيريس للمجلس المؤلف من 15 عضواً، والمكلف بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين: «إن الوباء يشكل أيضاً تهديداً كبيراً لصون السلام والأمن الدوليين، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة الاضطرابات الاجتماعية والعنف، ما قد يقوض إلى حد بعيد قدرتنا على مكافحة المرض». وألقى دبلوماسيون باللوم إلى حد بعيد على الولايات المتحدة والصين في تقاعس مجلس الأمن عن التعامل مع الوباء.
من جهتها، أثارت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة كيلي كرافت الجدل القائم بين الولايات المتحدة والصين حول المصدر الصيني للفيروس، وهو السبب الرئيس لشلل عمل مجلس الأمن.
وقالت السفيرة الأميركية في خطابها الذي نشره مكتبها لاحقاً: «الطريقة الأكثر نفعاً لاحتواء الوباء هي جمع بيانات دقيقة ومبنية على معطيات علمية وتحليل أصول وخصائص تفشي الفيروس».
وأشار نظيرها الصيني تشانغ جون من جهته وفق مكتبه إلى أن أي «فعل وصم أو تسييس يجب أن يرفض».
ولم تتوان ألمانيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن التي دعت إلى عقد هذه الجلسة حول «كوفيد-19»، عن إبداء استيائها من تأخر رد الدول الدائمة العضوية في المجلس، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.
وندد السفير الألماني كريستوف هويسغين بـ«الصمت المطبق حتى الآن من مجلس الأمن»، وفق الخطاب الذي نشرته البعثة الدبلوماسية الألمانية. وأشار إلى الجهود التي يبذلها الأعضاء الدائمون من أجل «التوصل إلى نتيجة أو قرار فيما بينهم، أو لتنظيم قمة». وقال «لكن علينا الإقرار بأن ذلك لم يكن ممكناً حتى الآن».
وفي ختام اجتماع مجلس الأمن، رحبت فرنسا وبلجيكا باللقاء «الإيجابي جداً والبناء». أما روسيا، فقد شددت على أن «الوقت ليس وقت لوم وتحميل مسؤوليات»، بل «وقت العمل معاً».
إلى ذلك، دعت منظمة الصحة العالمية الدول، أمس، إلى توخي الحذر بخصوص رفع القيود المفروضة لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد. وقال المدير العام للمنظمة تديروس أدهانوم جيبريسوس في مؤتمر صحفي، إن المنظمة تود أن تشهد تخفيفاً في القيود، لكن في الوقت نفسه «فإن رفع القيود قد يؤدي إلى عودة فتاكة» للفيروس.
وأضاف أن هناك «تباطؤاً» في انتشار الوباء في بعض البلدان الأوروبية، لاسيما إيطاليا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا، لكن هناك «تسارعاً مقلقاً» في الانتشار في دول أخرى، ويشمل ذلك العدوى المجتمعية في 16 دولة أفريقية.
وعلى رغم من ارتفاع معدلات الإصابة العالمية إلى 1.62 مليون شخص، إلا أن معدلات التعافي ارتفعت بنسبة بلغت 60 في المئة لتسجل 365 ألفاً في أنحاء العالم مقارنة بـ225 ألفاً يوم السبت الماضي.
وبعد الصين، التي تعافى لديها نحو 78 ألفاً من بين 83 ألف مصاب، بلغت أعداد المتعافين في إسبانيا 55 ألفاً من 157 ألف مصاب، لحقتها ألمانيا بـ52.5 ألف متعاف من 119 ألف مصاب، فيما سجل عدد المتعافين في أميركا 26.5 ألف على رغم من اقتراب عدد المصابين لديها من عتبة النصف مليون شخص.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإسبانية أنه سيتم توزيع كمامات غداً الاثنين، خصوصاً في محطات المترو وقطارات الضواحي، مع إمكانية عودة الشركات إلى النشاط، بعد أسبوعين من التوقف.
ويأتي هذا الإعلان عقب تسجيل 605 وفيات، أمس، بوباء كوفيد-19 في 24 ساعة، وهي أدنى حصيلة تسجل في البلاد منذ 24 مارس.
وفي هذه الأثناء، قال آنتوني فوتشي، كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية في الولايات المتحدة: «إن من السابق لأوانه تخفيف القيود المفروضة على الأميركيين على الرغم من ظهور مؤشرات إيجابية في المناطق الأكثر تضرراً من تفشي فيروس كورونا مثل نيويورك».
وأعقب تحذير فوتشي تصريحات من قبل كبار المسؤولين الاقتصاديين في إدارة الرئيس دونالد ترامب عن اعتقادهم بإمكانية إعادة فتح الاقتصاد الأميركي أمام الأعمال العادية في مايو المقبل، رغم مطالبة خبراء الصحة الاستمرار في تطبيق إجراءات التباعد الجسدي لمكافحة الفيروس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©