الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«تحدي الرسم».. رسائل بألوان التفاؤل

«تحدي الرسم».. رسائل بألوان التفاؤل
10 ابريل 2020 00:09

أحمد النجار (دبي)

4 تشكيليات عربيات، يتنافسن في سباق الإبداع ضمن مبادرة إماراتية لـ «تحدي الرسم من المنزل»، أنتجن قصصاً لونية، تفيض بمشاعر التضامن مع الإنسانية، يحتفين بالأمل، ويحملن رسائل دعم و«توعية زاهية» إلى كل شرائح المجتمع في الإمارات، يصنعن مصل الجمال لمقاومة كوفيد 19، احتفاء ببهجة للحياة، وأكدن أن الدافع الحقيقي وراء فكرة المبادرة هو إشاعة التفاؤل، وتوطيد التواصل الاجتماعي عبر الرسم، لاستثمار فترة البقاء في البيت، وإعطاء مساحة للإلهام، وإطلاق العنان لريشاتهن لعزف سيمفونيات روحية تمطر فرحاً وشغفاً وطاقة إيجابية.

إحياء روح الفن
«تحدي الرسم من البيت» هي مبادرة إماراتية، أطلقت بين مجموعة من الفنانات، لتشجيعهن على الإبداع والتميز في هذه الأيام العصيبة التي نعيشها، والتعبير عن أفكارنا وأحاسيسنا، والترويح عن النفس وملء أوقات الفراغ، حيث تقوم كل فنانة بنشر لوحتها على انستغرام.

توعية
ندى البرازي فنانة تشكيلية، تؤكد أهمية دور الفن في إشاعة الأمل، وبث رسائل الإيجابية في وجدان المجتمع، فضلاً عن تأثيره الساحر في صناعة توعية مضادة لليأس، ولفت الأنظار إلى التحدي الصحي الراهن الذي نعيشه اليوم في ظل جائجة كرورنا، ندى التي كانت تشارك في معارض وغاليرهات دولية بين نيويورك وباريس وسويسرا ولندن، اعتبرت أن مبادرة «الرسم من المنزل»، بمثابة متنفس إبداعي لها، بكونها تمثل تحدياً صارخاً لإطلاق مارد الفن، وتحرير الشجون الجميلة لإعادة إحياء فكرة الغاليرهات برؤية افتراضية من المنازل، فضلاً عن بناء علاقات صداقة مع فنانات أخريات، وتوليد الحماس لإبقاء ضوء اللون متوهجاً، ورسم خريطة طريق للجمال على منصات الـ «سوشيال ميديا».

فكرة
وتوضح ندى أن فكرة التحدي جاءت عفوية عن طريقة التواصل الإلكتروني مع زميلات المهنة والهواية، وتم عقد مراهنات معنوية تحفز على الإنجاز، ومع قبول التحدي استمرت الفكرة، ولا تزال قائمة وتتوسع لتمتد إلى فنانات وتشكيليات أخريات، وشاركت ندى بلوحتين، هما «سيمفوني» وصفتها بـ «معزوفة موسيقية»، تنقل رسالة أمل مفادها أن الأزمة مهما طالت فإنها ستمر بسلام، وتحمل الحواس إلى عوالم من التأمل الرحب.

وصية أم
ودخلت رانية الأطرش على خط التحدي، معتبرةً أن الرسم من المنزل في ظل الوضع الراهن، يمثل حاجز صد في مواجهة هذه الجائحة، مجسداً قوة تلاحم مجتمعي من أجل حب الوطن، وصون ما يهدد صحته وسلامة من يعيشون على أرضه، واختارت رانية موضوع التراث الإماراتي، لتعريف الجيل الجديد على العادات والتقاليد المتوارثة. وتضيف: لوحتي كانت عبارة عن البرقع الإماراتي مع «الشبوق»، وهو الخيط الذي يستخدم لربط البرقع خلف الرأس ليثبت على الوجه، لافتة إلى أن المرأة في الماضي تميزت بارتداء البرقع، ورسمت لوحة إلى أمها موجهة رسالة إليها بمناسبة عيد ميلادها، بكونها بعيدةً عنها، فقالت: «لأجلكِ يا أمي سألتزمُ بالبقاء في البيت، فأنتِ وصيةُ وطني وقلبي».

شحنة
لا يشكك اثنان أن الألوان تستخدم كوصفة علاجية ناجعة للنفوس، فضلاً عن كونها تنقل شحنة هائلة من المعنويات والإيجابية، وبرقيات توعية زاهية إلى مختلف الشرائح كافة، تلك قناعة التشيكلية سوزان الخياط، مؤكدةً بأن الفنان له دور مهم في هذه الأيام، بعمل مبادرات تشجع على ممارسة الفن سواء للمحترفين أو الهواة، فهو يساعد بشكل كبير على رفع الروح المعنوية وإشغال الوقت، وقد أطلقت سوزان على لوحتها اسم «الأمل»، معتمدةً على التباين بين الألوان الداكنة والفاتحة.

رسالة
وقالت مريم الكيتوب: إن الفنون البصرية رسالة صامتة من دون ضجيج، لكنها تصل للمتلقي لتختصر بألوانها وإشعاعاتها وظلالها قصة بمليون كلمة، فاللون هو وسيط إبداعي قادر على نقل الكثير من المشاعر والأفكار لإحداث صعقة جمالية للحواس، وقالت مريم إنها شاركت في التحدي، بعد أن تم الإشارة إليها من إحدى الزميلات على انستغرام، ثم قامت بدورها بقبول التحدي، وشاركت بنشر لوحتها، وقد نجحت في إبداع لوحة شجرة الياسيمين، وهي تجسد روح الإمارات بورودها البيضاء وفوحها الجميل، وتتغنى بجمال الوطن، بوصفه الأم الحنون التي لم تبخل على أبنائها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©