عدد اليوم
ضمن الإجراءات الاحترازية لمقاومة عدوى فيروس كورونا الجديد، نصحت منظمة الصحة العالمية بضرورة عدم لمس الوجه قدر الإمكان.. وقد يبدو اتباع هذه النصيحة سهلاً، إلا أنه ليس كذلك، لأن الناس يلمسون وجوههم طوال الوقت دون أن يلاحظوا.. هناك من يحك ذقنه أو يبرم شاربه، أو يمسح فمه، أو يداعب أنفه، أو يفرك عينه، أو يتحسس شعره بشكل عفوي.. بل إن هناك دراسة كشفت أن الناس يلمسون وجوههم من تسع مرات لاثنين وثلاثين مرة، في الساعة الواحدة!
هذا ما يوضحه الباحثون في العلوم السلوكية، د.ستيفين بانينج من جامعة نيفادا لوس أنجلوس و زملاؤه؛ إذ ذكروا في مقال علمي بموقع «ذا كونفرسيشن» مجموعة من النصائح النفسية التي تساعد في التخلص من هذه العادة العفوية..
* راقب نفسك
الخطوة الأولى للتخلص من عادة لمس الوجه، هي الانتباه جيداً وملاحظة نفسك وأنت تقوم بهذه العادة.. كيف تلمس وجهك بالضبط وكيف ومتى؟ وما هو الشعور المصاحب لذلك؟ يمكنك أن تدون تلك التفاصيل بالكتابة كي تنتبه لها.. مثال: أسندت ذقني على يدي وأنا أقرأ، لأنني شعرت أن عضلات رقبتي مجهدة.. قضمت أظافري وأنا أشاهد التلفاز….إلخ
* اصنع استجابة جديدة
للتخلص من عادة غير مرغوبة، من الضروري إبدالها بعادة جديدة.. لذلك حدد حركة بديلة ليدك تقوم بها عندما تجد الرغبة في لمس وجهك، مثل إغلاق قبضتك أو إراحة الكفين على الفخذين، أو مد ذراعيك لأقصى حد.. المهم أن تستمر في هذه الحركة لمدة دقيقة على الأقل، كي تستطيع إحلالها مكان العادة العفوية القديمة.. هناك من يقترح أن يقوم المرء بشغل يده في الإمساك بشيء، اللعب بقلم أو اعتصار كرة الضغط، إلا أن الباحثين يشككون في نجاح ذلك، لأنها عادة مختلفة، فالناس يمسكون بالأشياء عند الشعور بالملل، بينما يلمسون وجوههم عند القلق.
* تغيير المثيرات
تتعلق هذه الطريقة باتخاذ الإجراءات العملية التي تتسبب في الرغبة في لمس الوجه.. أي أن تعرف السبب وتتعامل معه.. فإذا كان الشخص يقضم أظافره، فيمكن أن يقلمها ويجعلها قصيرة أو يرتدي قفازاً.. لو كان مصاباً بحساسية تجعله يحك عينه أو أنفه، فعليه الابتعاد عن مصدر الحساسية، لو كان شعرك ينسدل على وجهك، فيمكنك تصفيفه أو استخدام مستحضرات تبقيه بعيداً عنه.. وهكذا.. وهذا ينبهنا لأهمية الخطة الأولى التي تجعلنا ننتبه ونعرف سبب هذه الحركة التلقائية.
* إجراءات أخرى
في النهاية يؤكد الباحثون أن بعض الناس لا يستطيعون تغيير عاداتهم بسهولة، لذلك ينبغي إدراك أن هذه الإجراءات تتم لتقليل فرص انتقال الجراثيم قدر الإمكان، إذ لا يمكن التوقف نهائياً عن لمس الوجه، لأنه سلوك طبيعي عند حلاقة الذقن، أو وضع مستحضرات التجميل، أو تنظيف الفم بخيط الأسنان، أو حتى عند غسل الوجه..
لذلك ينبغي الاهتمام أيضاً بكافة الإجراءات الوقائية الأخرى، مثل غسل اليدين جيداً لوقت كافٍ، والاهتمام بتعقيم الأسطح، بالإضافة لإجراءات التباعد الجسدي.
