(1) ليت «الحقيقة» تفوز بالقدر نفسه من الانتشار الذي فاز ويفوز به «الكذب».. متسرعون نحن، لا بأس، يحدث هذا غالباً، خُلق الإنسان عجولاً، لكن من حق الحقيقة علينا حين تظهر، أن نساعدها لتنتشر، وأن ندافع عنها لتنتصر.
(2) وأما المستعدون دائماً لاستقبال الشائعات، ثم إعادة تدويرها في هيئة أخبار مؤكدة، أرجو أن يفهموا جيداً أن القليل من البحث لن يتعبهم، وسيكون مفيداً جداً لمساعدتهم على إحياء الحقيقة.
(3) يمكن للمشجع «أي مشجع» أن ينكر الحقيقة، لكنه لن يستطيع أبداً طمسها.. التاريخ لا يكذب، وذاكرته قوية جداً.
(4) المشجعون (أغلبهم وليس كلهم) يبحثون عن الجدل والدجل، يجدون فيهما ملاذاً رحباً لـ «الصراخ»، والتنصل من قُبح الهزيمة، وتشويه فوز الآخر، بما يضمن قدراً كبيراً من النجاة من خيبة المشهد.
(5) الإعلام الرياضي (جلّه لا كله) موبوء بالتدليس والسخرية والازدراء والانتقاص من الآخرين والطعن في الذمم، وسرد الاتهامات بلا أدلة، وفبركة القصص والأخبار، لكنه ما زال يحتفظ بفضيلة إبقاء «الشتائم» بعيدة عن مسامع الهواء المباشر، ولهذا النوع من «الصياح» والتضليل والافتراء جماهيره التي تبحث عنه، وتقتفي آثار أصحابه أينما ثقفوا، لأنهم يتجسدون ألسنة لهم في كل المنابر، يقولون عنهم ما يريدون قوله، وبالرداءة عينها إن لزم الأمر.
(6) لا شيء يمنع أن يكون الإعلامي مشجعاً.. الممنوع هو أن يصعد على منبر الحقيقة ليلقي بيانه الكاذب.. الكذب هو الممنوع وليس التشجيع.
(7) الاحتقان الجماهيري لا يتحمله الإعلام وحده!.. رؤساء الأندية، واتحاد كرة القدم ولجانه، شركاء في المشهد السيء!
الإعلام يتلقف القرارات الغريبة المريبة، والتصريحات المعجونة بالعبارات المسيئة والتحريضية، ثم يقوم بإضافة بعض التلميحات عليها بما يملأ قلب المشجع بالشك، ولو لم تكن هناك قرارات خاطئة، أو ملفوفة بعباءة سوداء تحت جُنح ظلام دامس، ولو لم تكن هناك أحاديث تلفزيونية وتغريدات، ومقاطع فيديو تكاد تنضح بالسخط واللغط والغلط، لما كان هناك ما يتسابق الإعلاميون على نفخ النار فيه ليشتعل حريقاً هائلاً.
(8) الناس لا يؤمنون بما في قلبك، وإنما بما في قلوبهم، وقلوبهم عادة تستسلم لمن تحب، ولما تحب، وليس للذي حدث ويحدث أمامهم.. حتى وإن كان هو الحقيقة.
(9) ما تراه ليس كل الحقيقة، إنه بعضها فقط، لذلك لا تكن مريضاً بتصديق كل شيء.
(10) لا تسخروا من مصائب الناس، ولا تفرحوا بها، ولا تكونوا ممن يتباشرون بوقوعها.. اتركوا «الحقيقة» تأخذ طريقها إلى «الحق» قبل أن ترجموها بالحجارة!
(11) الذين يقضون وقتاً طويلاً جداً في صياغة وصناعة الكذب.. ألا يؤذيهم حمل الباطل فوق ظهورهم؟!..
(12) الأكيد أن الحقيقة تتكلم دائماً، لكننا لا نريد سماعها.