عدد اليوم
طوّر مهندسون تونسيون برمجية تعتمد على تحليل صور الأشعة للكشف عن المصابين المحتملين بفيروس كورونا المستجد وتحديد وجود الإصابة.
وتعتمد البرمجية، التي ولا تزال قيد التجربة، على الذكاء الاصطناعي.
ويقول الأستاذ مصطفى حمدي المشرف على البحث من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، وهو معهد حكومي، إنه "تمت تجربة البرمجية منذ توفيرها مجانا على الإنترنت في 26 مارس الفائت من قبل نحو ألف شخص في دول عربية وأوروبية متخصصين في التصوير بالأشعة وأثبتت نجاعتها".
يوجد العديد من المبادرات في هذا الميدان في العالم وخصوصا في الصين وكندا. لكن المطورين التونسيين يؤكدون أنهم لم يجدوا منصات مشابهة لعملهم تكون عملية ومفتوحة لعموم المستخدمين.
تُتيح البرمجية إمكانية تحميل صورة الصدر بالأشعة السينية لشخص يشتبه في أنه يحمل أعراض كوفيد-19 ثم، واعتمادا على "التحليل الذكي" وفقا لخوارزميات دقيقة، تصدر النتيجة إمّا سلبية باللون الأخضر أو إيجابية باللون الأحمر.
وأفاد حمدي أن دقة البرمجية تصل إلى 90%.
تلقى المشروع الدعم من شركة "آي بي إم" ووكالة التعاون الدولي الألمانية وتم توفير البرمجية لمستشفيات مخصصة لإيواء مرضى كورونا في مناطق بتونس ليدخل مرحلة التجربة قبل اعتماده رسميا.
يُبيّن المشرف على المشروع البحثي والأكاديمي أن البرمجية بإمكانها أن "تختزل الوقت خلال عمليات فرز المرضى حين ترتفع أعدادهم في الخطوط الأولى قبل توجيههم للأقسام"، كما يعمل الذكاء الاصطناعي على تطويرها باستمرار لتحسين دقتها.
وقال فوزي عدّاد طبيب أمراض القلب في المستشفى الأول المخصص لمرضى كورونا المستجد في تونس "عبد الرحمان مامي" إن البرمجية "ستكون مفيدة في المناطق الداخلية التي تشكو من نقص في عدد الأطباء المتخصصين في صور الأشعة".
ويؤكد عدّاد أن المشروع "كفكرة جيّدة جدا لكن لا تزال في مرحلة التجربة لإثبات فعاليتها ونجاعتها".
وحثت الحكومة التونسية، عبر وزارة تكنولوجيا الاتصال والتحوّل الرقمي، على البحث عبر توظيف الذكاء الاصطناعي عن طرق لمكافحة جائحة كورونا ونظمت معرضا افتراضيا للعلوم والتكنولوجيا والإبداع تحت شعار "صنع في تونس".
وأطلقت وزارة الداخلية مع انتشار فيروس كورونا في تونس روبوت شرطي لحث التونسيين الذين لم يلتزموا بتعليمات الغلق التامّ في البلاد ويتنقلون في الشوارع، على البقاء في منازلهم وعدم المغادرة إلا في الحالات القصوى.
ومنذ الكشف عن المصاب الأول مطلع مارس الفائت، وصل عدد المصابين بالفيروس في تونس الى أكثر من 800 شخص وتوفي 37 آخرون.
