الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلماء: ثواب قيام رمضان متحقق في البيت

العلماء: ثواب قيام رمضان متحقق في البيت
19 ابريل 2020 02:26

إبراهيم سليم (أبوظبي)

رمضان في زمن «كورونا» .. كيف سيقضيه المسلمون في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي غيّرت مظاهر الحياة العامة والاختلاط بين الناس؟ وهل ستتأثر طقوس الشهر الفضيل بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها العديد من الدول للحد من انتشار فيروس «كوفيد-19»، وماذا عن صلاتي التراويح والتهجد؟، وهل سيقطع «كورونا» صلة الأرحام، ويؤثر على الإنفاق في الخير وإطعام الطعام، وغيرها من العادات والطقوس الرمضانية ؟ وما الذي يجب على المسلمين فعله في شهر الصوم في ظل هذه الظروف والتحديات الجديدة ؟
يؤكد عدد من علماء الأمة أنه من أهم التدابير والإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدول هي منع التجمعات بكل أشكالها وصورها، ومن ثم اضطر المسلمون لتعطيل الجُمع والجماعات بشكل مؤقت حتى يقضي الله سبحانه وتعالى على هذا الوباء، وأجمع العلماء أن هذه الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها الدولة تتوافق ونصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها العليا ومقتضيات الواقع المعاصر، ولن تؤثر على طقوس وعادات الشهر الفضيل، فقيام رمضان إن تعذر في المساجد – وهو متعذر في حالة الوباء - فلا يتعذر قيامه في البيت.
وأكد فضيلة الشيخ طالب الشحي، مستشار الشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن من مقاصد هذا الدين الحنيف حفظ النفس الإنسانية.. حتى في العبادات نجد ذلك واضحاً جلياً الطهارة في الصلاة، حتى في الحج، حيث شرع الله تلك العبادة لمن استطاع إليه سبيلاً، وتابع فضيلته «نجد ذلك واضحاً جلياً أيضاً في أحكام الصيام «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، وأضاف: تأتينا هذه المناسبة العزيزة العظيمة، وفي هذا الوقت الراهن الذي يشهد فيروس «كوفيد - 19» فعلينا أن نتمسك، وأن نتقيد وأن نلتزم بالتوجيهات الصادرة وهذا من الدين.
وأكد فضيلة الشيخ طالب الشحي أنه علينا أن نتمسك بالإجراءات الاحترازية، وأن نكون خير معين في هذا الجانب، لأن يد الله مع الجماعة والجماعة رحمة، وقال: إنه فيما يتعلق بصلاة التراويح أن نتمسك بما جاءت به التوجيهات، وكذلك الأمر بالنسبة لعاداتنا وزيارتنا واجتماعاتنا، وبعض العادات المرتبطة في هذا الجانب وتوزيع الطعام أيضاً يجب علينا أن نكون متمسكين.
فلا ضرر ولا ضرار، وبإذن الله، هذه الأزمة ستزول، ولكن تحتاج هذه الأزمة إلى تكاتف وتعاون وأن نكون خير من يمتثل بهذه القرارات، سائلاً المولى عز وجل أن يفرج عنا هذه الأزمة، ويرفع عنا هذا الوباء، وأن يحفظ وطننا والعالم كله.

أصعب الفترات
من جانبه، أكد خليفة الظاهري، المدير العام لمركز الموطأ أن البشرية تعيش اليوم إحدى أصعب الفترات، فهي أمام تحدٍ إنساني حقيقي ألزمها اتخاذ إجراءات عديدة على مختلف المستويات، نظراً للوضع الوبائي الحرج الذي انتشر في أرجاء المعمورة، وإذا كانت الأنظمة الصحية على قدر عالٍ من المسؤولية والتحدي، فإن الدين أيضاً يسهم بشكل كبير في إنتاج حلول ناجعة، خاصة على المستويين الوقائي والتوعوي. وأضاف: «لا شك في أن الإنسان يتوق إلى ممارسة شعائر دينه، خاصة في مواسم الطاعات والقربات، ومنها شهر رمضان المبارك، شهر القرآن وصلةِ الأرحام، وشهر الصيام والقيام، وقد اعتادوا ارتياد المساجد لأداء ما تيسر من فرائض العبادات ونوافلها، إلا أن انتشار هذه الوباء القاتل يحول دون التمكن من ممارسة تلكم الشعائر في المساجد، ولكن شريعة الله ميسرة، فيستطيع المسلم أن يؤدي صلاة التراويح في بيته، وأن يقوم الليل في العشر الأواخر، فله بذلك أجر صلاته في المسجد، كما ذكر أهل العلم، وأن يعتكف على قراءة القرآن والأذكار، وأن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء له، وللعالم بأن يرفع الله هذا الوباء، فهذه عبادات جميلة تحيي روحانية هذا الشهر العظيم».
وأكد الظاهري أن قدر الله لا يُدفَع إلا بقدر الله، والمسلم مأمور، سواء أمر إيجاب أو أمر ندب، بأن يؤدي نُسُكَه بحسب ما يتيسر له، خاصة وأن نبتعد عن التجمعات سواء لأداء النسك أو صلة الأرحام، لأن ذلك يحيلها إلى وضع كارثي أمرنا الشرع الحكيم بأن نتخذ الاحترازات والإجراءات اللازمة لدفعه ووقاية الناس منه، وعليه، فإننا نوصي أنفسنا وذوينا بالتحلي بحلية الحكمة، وارتداء ثوب الأمل، والاكتساء برداء التضرع لله سبحانه بأن يكشف عنا هذا البلاء، وأن نؤدي ما وجب علينا وما نُدِبْنا إليه في بيوتاتنا وخلواتنا، ونحن راضون كل الرضا بالقضاء.
وقال: إن الوضع الوبائي في العالَم اليوم لن يحول دون الالتزام بواجباتنا الدينية والعملية، خاصة ونحن ننعم في ظل دولة وفرت لكل من على أراضيها جميعَ السبل التي تبلّغ المقاصد وتُنجِي من المهالك، فالمتصدق يمكنه التصدق بماله إلى مستحقيه عبر المؤسسات ذات الاختصاص، وهي تتولى توزيعه إلى مستحقيه حسب الحاجة، سواء بالطعام أو بالكساء، أو بغير ذلك من وجوه الخير والبر. وتابع: أما صلة الأرحام، فإن لنا في وسائل التواصل المرئية خير غنيمة، إلى أن تنجلي هذه الغمة إن شاء الله، ولْنعلم أن في هذا الالتزام وقاية لنا ولأحبابنا، حتى نتجاوز هذه الأزمة العالمية، وترسو سفينتنا على بر الأمان، سائلين الله جلت قدرته أن يمن علينا برفع هذا البلاء، وأن يحفظ البشرية جمعاء من غلوائها، وأن يجنبها شرورها ويحفظ عليها صحتها وأمنها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أعمال الخير
ومن جانبه، قال فضيلة الأستاذ الدكتور يوسف حميتو مدير البحث والنشر بمركز الموطأ: يقبل علينا هذه الأيام شهر عظيم شهر رمضان شهر الله والمسلمون ينتظرونه بشوق.. لما فيه من أعمال الخير والتقرب إلى الله عز وجل، يقبل والعالم يعيش حالة غير مسبوقة في عصرنا الحديث، وهو فيروس «كورونا المستجد»، وأضاف: يتوجب على المسلمين ألا يتخلوا عن عاداتهم باتباع البدائل التي تضمن حصول الأجر كإنفاق المال أو إطعام الطعام، فبدلاً من إقامة خيام أو موائد إفطار، كما اعتدنا واعتاد المسلمون توزع مالاً أو أطعمة يتولى إرسالها جهات معتمدة لمستحقيها، أو من يقوم بشأنهم في ظل التباعد الجسدي المعمول به في كل دول العالم.. كذلك الأمر بالنسبة إلى الزيارات، وصلة الأرحام، فلله الحمد والمنة في ظل وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة صوتاً وصورة يمكن للعوائل الاجتماع والتواصل هاتفياً وغير ذلك، والتأكيد على التباعد الجسدي، فلا ضرر ولا ضرار والشرع الحنيف يؤكد حفظ الأنفس.. والعلماء أوصوا باتباع التعاليم الصحية الوقت يستلزم الالتزام. وتابع: بالنسبة لصلاة التراويح يقيمها الشخص مع عائلته بالمنزل، أو بمفرده إن كان يعيش بمفرده، ولا يجب أن نتخلى عن عبادات أو تواصل أو إنفاق ما دامت البدائل بفضل الله موجودة، وندعو كل أفراد المجتمع التقيد بالتعليمات الصادرة من الدولة وأهل الاختصاص حتى تزول هذه الغمة عن العالم أجمع، وشدد على أن اتباع الإجراءات الاحترازية التي أقرها ولي الأمر هي من الإيمان، فلا داعي للتسبب في إيذاء الآخرين، وإلحاق الضرر بهم، بسبب عادات وتقاليد تحول الظروف الراهنة عن الوفاء بها وفي شرعنا الحنيف متسع ويسر، سائلاً المولى عز وجل أن يرفع البلاء عن أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، وعن العالم أجمعين. ولفت الدكتور يوسف حميتو إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قال «لا تشيلون هم»، فالمفروض أن كل من على أرض الإمارات، بعد الوثوق بالله أن يثقوا بأن هناك عيناً ساهرة ودولة إنسانية بكل معنى الكلمة.

قيام رمضان في البيت
قال الدكتور رضا محمود عضو هيئة التدريس في جامعة الأزهر: أولاً: على المسلمين أن يحسنوا استقبال هذا الشهر الفضيل بنفس المشاعر والعواطف الجياشة التي كانوا يستقبلونه بها في الأعوام الماضية، وذلك من حيث الاستعداد التام لهذا الشهر، والسعي إلى لم شمل الأسرة، ووضع الخطط والأفكار التي يمكن الاعتماد عليها في التقرب إلى الله تعالى في هذا الشهر، وغير ذلك. كما يجب على المسلمين كافة أن ينتهزوا فرصة قدوم هذا الشهر الكريم، ويحرصوا على الإكثار فيه من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، أن يرفع عنهم الغلاء والوباء، فكما نعلم جميعاً أن الله سبحانه وتعالى يستجيب دعوات الصائمين الصادقة الخالصة.
وتابع فضيلته: «على المسلم أن يستشعر كل هذه المعاني وهو يناجي ربه سبحانه وتعالى في هذا الشهر الفضيل، ويخلص في دعائه أن يرفع الله هذا الوباء عن البشرية والإنسانية جمعاء، كذلك يجب على المسلمين أن ينتهزوا فرصة قيام ليالي رمضان للم شمل الأسرة على طاعة الله سبحانه وتعالى والتقرب منه، فقيام رمضان إن تعذر في المساجد – وهو متعذر في حالة الوباء - فلا يتعذر قيامه في البيت، وذلكم فرصة عظيمة لأن يجتمع الأب مع أبنائه على طاعة الله سبحانه وتعالى، وفرصة جيدة لأن يبرز الأب والأم قدوة صالحة بين أفراد الأسرة، وذلك بجمعهم على طاعة الله سبحانه وتعالى، وحثهم على الإكثار من الدعوات الصالحة، كما أنها فرصة جيدة لأن يتعهد الأب عموم أفراد الأسرة، ويتعرف على شؤونهم ومصالحهم وأفكارهم، ثم يقوم هو بعد ذلك بحسن التوجيه والإرشاد.
وأضاف الدكتور رضا محمود: «إن ثواب قيام رمضان متحقق في البيت لمن قامه مخلصاً لله تعالى، ولا يشترط أن يكون في المسجد كما هو مقرر عند أهل العلم، أما بالنسبة لصلة الرحم في رمضان، والتي كان يحرص المسلمون عليها في هذا الشهر الفضيل، فإن تعذر تحقيقها على أرض الواقع، فيمكن تحقيقها على الواقع الافتراضي، فيمكن للمسلم أن يستثمر وسائل الاتصال الحديثة ببرامجها وأدواتها المتعددة من أجل صلة الأرحام، والاطمئنان على جميع أفراد عائلته الكريمة، ويتحقق له نفس الأجر والثواب، كما لو أنها حققها على أرض الواقع، فلم يشترط أهل العلم صورة محددة لصلة الرحم، وإنما قالوا أي صورة تتحقق بها صلة الرحم فهي جائزة، ويغنم صاحبها بالثواب الذي أعده الله سبحانه وتعالى لهذه العبادة العظيمة».
وذكر أنه بالنسبة للمسلم الذي كان يحرص على إطعام الطعام وجمع الأحباب والأصدقاء على مائدة واحدة في هذا الشهر الفضيل، وكذلك من كان حريصاً على العمرة كل عام في هذا الشهر، فيمكن له أن يتصدق بثمن ذلك على الفقراء والمساكين، ويحسن له أن يتبرع بها للمصابين بهذا الفيروس الخطير، أو يسد به ديوان من مات به وعليه دين لأحد، فهذا ثوابه عند الله سبحانه وتعالى أعلى وأعظم.

«الفلك الدولي» يتوقع بدء الصوم.. الجمعة
أعلن مركز الفلك الدولي، أن معظم الدول الإسلامية ستتحرى هلال شهر رمضان المبارك يوم الخميس القادم.
وأوضح المهندس محمد شوكت عودة، مدير المركز، في بيان أمس، أن هناك دولاً قليلة بدأت شهر شعبان يوم الأربعاء 25 مارس، وعليه ستتحرى هلال شهر رمضان يوم الأربعاء 22 أبريل، ومنها العراق ومصر وتركيا وتونس.
وقال: بما أن شهر شعبان بدأ يوم الخميس 26 مارس في معظم الدول الإسلامية، فعليه.. بالنسبة للدول التي ستتحرى الهلال يوم الأربعاء، فإن القمر سيغيب في ذلك اليوم قبل غروب الشمس، وسيحدث الاقتران بعد غروب الشمس؛ أي أن رؤية الهلال مستحيلة بعد غروب شمس يوم الأربعاء.. وعليه فإن هذه الدول ستكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً، وستبدأ شهر رمضان المبارك يوم الجمعة 24 أبريل الحالي. أما بالنسبة للدول التي ستتحرى الهلال يوم الخميس، فإن رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة من أي مكان في العالم الإسلامي، في حين أنها ممكنة باستخدام التلسكوب فقط، وبصعوبة بالغة، من أجزاء من السودان وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا، ورؤية الهلال يومها ممكنة بالعين المجردة بصعوبة في أجزاء من القارتين الأميركيتين، كما أن رؤية الهلال يومها، باستخدام تقنية التصوير الفلكي، ممكنة بصعوبة كبيرة.
ويتوقع أن يكون يوم الجمعة 24 أبريل، بداية شهر رمضان المبارك في معظم الدول الإسلامية، لوجود إمكانية لرؤية الهلال من أجزاء من العالم الإسلامي يوم الخميس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©