الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بدر الدين الإدريسي يكتب: حجر على رئيس البارسا

بدر الدين الإدريسي يكتب: حجر على رئيس البارسا
16 ابريل 2020 00:41

في إسبانيا حيث يتحصن الناس في محاجرهم الصحية، مخافة أن يفتك بهم الفيروس الخبيث، ينشغل الملايين من المهووسين باليوم الذي يرفع عنهم العزل، وتزول العوارض الصحية، وتستعيد الليجا حريتها، ولا تجرؤ رابطة الليجا على أن تضع تقديرات للسيناريوهات الممكنة لإنهاء الفاصل المثير في واحدة من أقوى خمس بطولات في العالم.
وبينما تعيش الأندية الإسبانية حجرها الصحي، على وجع ما تهدم في الإمبراطورية المالية من صروح، وأرقام الخسائر تنتفخ مع كل يوم إغلاق، وما يطفو على السطح من اقتراحات للتخفيف من وطأة الأزمة لا يقلل من القلق الكبير على المستقبل الكبير، فإن لبرشلونة أوجاعا أكبر في حجرها الصحي، فبالإضافة إلى الخسائر المقدرة بملايين الدولارات، والتهاوي الكبير للقيم السوقية للاعبين، هناك حمم بركانية تتطاير من بيت البارسا، قذائف من لهب تتطاير كالشرر من مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن تصدع كبير تعيشه أسرة برشلونة، والمشار إليه بالبنان هو الرئيس جوزيب بارتوميو الذي يتهم في فكره وتدبيره واستبداده بالقرار، بل وينعت بأنه يعمل على هدم صرح برشلونة وقتل هويتها، وهو الأمر الذي لم يصبر عليه ستة من أعضاء مجلس الإدارة، أشهروا على الملأ استقالتهم وخرجوا من معترك القيادة قبل أن يسقط السقف على الرؤوس.
لا أحد على الإطلاق بخاصة لاعبي برشلونة قبل بالإقالة المتسرعة لفالفيردي، ولو بحجة أن الجماهير نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عريضة المطالبة بترحيل من شوه وجه برشلونة، والحقيقة أن هذا الوجه لم يتجمل مع رحيله، ولا أحد من لاعبي برشلونة وعلى رأسهم البرغوث ليونيل ميسي، قبل بأن يكون تقليص أجورهم بنسبة 70 بالمائة لكي لا يتأذى الموظفون الآخرون، فعل أمر صادر عن الإدارة لا يقبل الرفض ولا النقض، ولا أحد يستسيغ الحماقات المرتكبة في تدبير بعض الصفقات، والتي تبرأ بارتوميو من شبهتها بأن دعا إلى افتضاحها.
وبرغم أن الحجر الصحي لا يبيح أشكالا ما للاحتجاج الجماعي، إلا أن عرائض تطلع من مواقع التواصل الاجتماعي تتهم بارتوميو بتدمير برشلونة، وتعلق على شماعته كل الأخطاء التي ارتكبت في السنوات الثلاث الأخيرة وأودت بحياة «التيكي تاكا» مع انتداب لاعبين لا يستحقون التواجد بمجرة «البلاوجرانا»، بل منها ما صورته يمشي في موكب جنائزي وعلى أحد كتفيه نعش البارسا.
ولا تستطيع هذه الأصوات المرتفعة لتأنيب الرئيس والمطالبة بتنحيه عن الرئاسة قبل سنة من نهاية ولايته، أن تشير بأصبع اتهام واحد للداهية ميسي، فهو منزه عن كل تهمة وعن كل ضلوع في الخراب الذي تتحدث عنه، ربما لأن للأسطورة ميسي رأسمالا كبيراً من الإعجاب والتقدير لا يسمح بحشره في زمرة المتهمين بتدمير البارسا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©