رغم الشلل شبه التام الذي يضرب العالم اليوم بسبب جائحة كورونا، إلا أن الإمارات تمضي قدماً في رسالتها والتزاماتها نحو مواطنيها والمقيمين على أرضها وتجاه العالم بتوسيع دائرة التواصل وأداء الأعمال عن بعد بينما تحلق ناقلاتنا الوطنية في رحلات «الإمارات وطن الإنسانية» لتنقل العالقين إلى أوطانهم وتقوم بتوصيل الإمدادات الطبية للمحتاجين إليها في معركة البشرية مع فيروس قاتل يفتك بملايين البشر من حولنا.
جهود ومسؤوليات عظيمة وسامية ونبيلة تنهض بها قيادتنا الرشيدة في حراك لا يعرف الهدوء حتى يتنفس العالم الصعداء بعد القضاء على الوباء ووقف زحفه. التحرك الإماراتي يتواصل تحت عنوان حضاري وإنساني مهم على طريق تعزيز التضامن الإنساني بين الشعوب على مختلف الصعد.
أمس الأول كنا أمام صورتين زاهيتين من الحراك الإماراتي، هذه المرة مع محطاته الثقافية، الأولى تتعلق بتكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، ولأول مرة في العالم عن بعد في تصميم والتزام إماراتي على تكريم المبدعين والاحتفاء بالإضافات والقامات المهمة في عالم الإبداع ضمن مختلف فئات الجائزة التي تعد الأهم والأكبر في عالم اليوم من حيث الفروع قيمة وقامة، كونها تحمل اسم قائد فذ أسس دولة في ظروف معقدة وصعبة أصبحت اليوم منارة شامخة في مختلف الميادين والمجالات، وبالأخص العطاء الإنساني وكل ما يتعلق بالانسان.
أما الصورة الثانية فتتعلق بإطلاق وزارة الخارجية والتعاون الدولي «الماراثون الثقافي» على مدار 24 ساعة بمشاركة سفارات وبعثات الإمارات في عدد من دول العالم من شرقه وغربه و شماله وجنوبه، ماراثون يحمل ذات الرسالة التضامنية في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها العالم، والتي نستطيع تجاوزها بتكاتف وتضامن الجميع.
«الماراثون الثقافي» لامس قضايا عدة بمشاركة مبدعين ومختصين في قطاعات الفنون والآداب والمحافظة على الكنوز التاريخية للأمم والشعوب، والتحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة المعنية بالحفاظ على إبداعات الحضارات، وبالذات وسط ظروف استثنائية تمر بها البشرية من جراء تفشي كورونا، وحيث تتغير الأولويات والاهتمامات لتفسح المجال أمام قضايا أكثر أهمية وإلحاحاً.
الرسالة الإماراتية التي حملها «الماراثون الثقافي» هي ذاتها التي تحرص الإمارات على نشرها لتكون بوصلة الجميع للاهتمام بما هو مشترك بين الشعوب المحبة للسلام والتعاون والتضامن من أجل خير الإنسان في كل مكان دون تمييز.