الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرانك باسكوال: واثقون من نجاح خطة بغداد.. ولا نسعى لمواجهة مع طهران

9 فبراير 2007 00:48
علي العمودي: أعرب العقيد فرانك باسكوال المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية الاميركية عن ثقة بلاده بنجاح خطة تأمين العاصمة العراقية بغداد التي بدأت القوات الاميركية والعراقية في تنفيذها، مشيرا في حوار مع ''الاتحاد'' الى أن الخطة ستؤمن التصدي الكامل والقضاء على اعمال العنف التي تشهدها بغداد وفي محيط 30 ميلا من المدينة، وكذلك التعامل ما يجري من أعمال مماثلة في محافظة الأنبار· ودعا المتحدث العسكري الاميركي حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمساهمة بفعالية لانجاح هذه الخطة التي قال إنها تختلف عن غيرها من الخطط التي جرى تنفيذها في السابق بسبب العديد من العوامل التي واكبت الاعلان عنها وفي مقدمتها تعهدات المالكي بعدم استثناء اي فصيل طائفي او ميليشيا من عملية نزع الاسلحة، الى جانب موافقة التيار الصدري على العودة الى العمل مع الحكومة، وكذلك التغييرات التي شهدتها القيادة العسكرية الاميركية سواء في واشنطن حيث تسلم وزير الدفاع الجديد روبرت جيتس مهام عمله وميدانيا بتعيين الجنرال ديفيد بتراوس قائدا للقوات الاميركية في العراق وهو رجل ميداني شارك في تدريب وحدات الجيش العراقي الجديد· وقال باسكوال ان التعامل مع الاوضاع الجارية في العراق من الجانب الاميركي يشهد تغييرات وصفها بالدراماتيكية، تتمثل في توفير المزيد من المصادر والامكانيات والتدريب والتوسع في نقل العديد من المسؤوليات للجانب العراقي، ولعل ابرز مثال على هذا التغيير العملية التي جرت مؤخرا في النجف حيث تصدت القوات العراقية بمفردها للمسلحين حيث تمكنت من قتل ما لايقل 262 من المسلحين واسرت 400 آخرين· واعتبر ذلك مؤشرا جيدا على المستوى العالي من القدرات القتالية التي وصلت اليها هذه القوات· واضاف باسكوال ان العديد من الاقاليم العراقية تنعم بالامن والاستقرار، ولذلك فأن الخطة الامنية ستركز على منطقة بغداد والانبار، وهو ما يتطلب زيادة عديد القوات الاميركية هناك· وحول رأيه في التقرير الاخير للاستخبارات الاميركية فيما يتعلق بالاوضاع في العراق ووصف ما يجري بأنه حرب اهلية، قال باسكوال إن مثل هذه التقارير دورية وهي ليست فقط للتعليق على ما يجري قدر ما يهدف على مساعدة المسؤولين على مراجعة هذه الاوضاع والاستفادة من معطياتها نحو تصدي ومعالجة افضل لها، وهو يدعو مجددا لتعاون اوسع بين مختلف الجهات الحكومية والقوات العراقية، وقد اكد على هذه النقطة رئيس الوزراء العراقي بنفسه لتحقيق الامن والاستقرار في البلاد، وقال ''نحن نتعامل مع أي ملاحظات بجدية بالغة ونعتبر ان النموذج الاخير في النجف خير مثال على النجاح المنشود متي تضافرت جهود التنسيق مع حسن الاعداد وتوفير الامكانيات والموارد''· وقال إن الحكم على التزمات وتعهدات حكومة المالكي تنطلق من مدى النجاح الممكن تحقيقه على الارض، فالالتزمات والتعهدات يجب ان تنفذ· ورفض المتحدث الاميركي استباق الامور بالتعليق على ما تذهب اليه بعض الآراء حول البدائل في حال فشل المالكي في نزع سلاح الميليشيات، وقال إن المسألة باختصار تتطلب من الجميع الخضوع لمتطلبات خطة امن بغداد· وحول رأيه في رفض الجانب الاميركي لوضع جدول زمني للوجود العسكري الاميركي او حتى لهذه الخطة، قال باسكوال ''من المؤكد اننا سنبقى في العراق لوقت طويل، لكن هذا لا يعني الزامنا بلا حدود كما قال الرئيس بوش، ومن يتابع الجدل الواسع في واشنطن حاليا حول هذا الامر يدرك حجم التحدي الذي نواجه، وقال إن الرحيل السريع للقوات الاميركية قبل انجاز مهامها امر غير مقبول لا للولايات المتحدة او الحكومة العراقية او مواطنيها وفي المنطقة باسرها، لان نتائج هذا الانسحاب السريع وقبل انجاز الاهداف سيكون كارثيا، وحتى نفي بتعهداتنا كانت خطة الرئيس لزيادة عدد القوات ودعوته للكونجرس لزيادة الموارد المطلوبة لهذا التوسع في عدد القوات على الارض والوفاء بالتزاماتنا سواء في العراق او افغانستان، ولكن هذا لا يعني ايضا عدم اشراك العراقيين في الامر، فالحكومة العراقية مطالبة بالمساهمة بقوة في تأمين البلاد وتوفير الامن للسكان الذين يواجهون يوميا هذه الاوضاع الصعبة في ظل التفجيرات والهجمات الارهابية التي يشنها بقايا النظام البائد من بعثيين ورجال الجيش والاستخبارات السابقين، واولئك المتطرفين الاجانب والقتلة الذين لا يمتون للاسلام بشيء· وقال إن بموازاة ذلك مطلوب من الحكومة العراقية ان تحقق تقدما على الجانب الاقتصادي واعادة الاعمار لمساعدة السكان على الشعور بأن شيئا من التقدم قد تحقق، بدلا من مشاعر الاحباط التي تسود· وجدد المسؤول الاميركي الاشارة لاعترافات الرئيس الاميركي جورج وبوش، والعديد من اركان ادارته حول العديد من الاخطاء التي ارتكبت سواء على الصعيد العسكري او الموارد التي تبددت، واستدرك قائلا ''تعلمنا الكثير من هذه الاخطاء''· وحول الاوضاع على الحدود سواء مع إيران أو سوريا، قال باسكوال إن طهران لا زالت تساهم في تمويل الارهاب السائد في العراق، من خلال التزويد بالمال والسلاح ودعم فريق على حساب آخر سواء من الشيعة او من المنظمات الارهابية الاخرى· وقال إن تفجير ضريح سامراء كان علامة فارقة في الضغط على زناد الصراع الذي بات جليا انه طائفي· وقال إن بوش دعا للتصدي لكل اولئك الذين يشاركون في قتل جنودنا في العراق، وهذه اشارة الى إيران بأننا لن نقف مكتوفي الايدي· اما بالنسبة لسوريا فقال إنها لا تتعاون بالصورة المطلوبة، فلا زال المال والسلاح يتدفق عبر الحدود مع سوريا، وتأمين هذه الحدود التي تمتد على مسافة 700 ميل يحتاج الى تعاون الجانبين· ودعا دمشق لبذل المزيد اذا كانت فعلا شريكا حقيقيا في الحرب على الإرهاب· وقال باسكوال إن أي حوار مع طهران حول العراق لن يكون على حساب غض الطرف عن بقية نشاطاتها الاخرى كالبرنامج النووي الإيراني الذي مثل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار المنطقة، وحوارنا معهم يعتمد على استجابتهم لشروط بدء هذا الحوار بوقف التخصيب والبرنامج النووي، فهذه المنطقة بحاجة للاستقرار لمواصلة النمو والازدهار، وذلك ليس لصالح المنطقة فحسب، وانما العالم بأسره، وقال إننا ومع انشغالنا بتعقيدات الوضع في العراق فأننا لا زلنا ملتزمون مع دول المنطقة لتحقيق الامن والاستقرار لها، ونؤكد هنا بأننا لا نسعى للمواجهة مع ايران او تهديدها، وانما نعمل مع حلفائنا في المنطقة وفي اوروبا من اجل تأمين هذه المنطقة المهمة والحيوية للعالم كله، وهنا لا نتحدث عن عسكرة الخليج قدر من نريد تأكيد التزامنا الطويل الذي يمتد منذ أواخر الحرب العالمية الثانية لتحقيق الامن والاستقرار لهذه المنطقة والعالم، ونؤكد في الوقت ذاته أن حربنا على الارهاب طويلة واستراتيجيتنا فيها تهدف الى دحر الارهاب واستئصال دابره، وتواجدنا في اطارها يمتد من هذه المنطقة وحتى القرن الافريقي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©