لا يمكن إلا أن نقول ''مبروك·· ومنصور'' يا الأبيض، كان ذلك الوعد والعهد، أدخلت سروراً كان يتعثر، وغيرت كدراً كان يمكن أن يظل عالقاً، رسمت شيئاً قدرنا أن نلونه بالأمس، بلداً، وناساً، صغاراً وكباراً، كلهم كانوا بالأمس محبين لدرجة أن تماهت الألوان، ولم ير إلا الأبيض، وحده كان يغطي الساحة الخضراء، جاعلاً من سماء العاصمة حبلى بالخير وبالمطر القادم، وبزهو الفرحة المخبأة في تجاويف الصدر· كنا فقط نريد أن ينسى المنتخب مباراة الافتتاح، ليأخذ سكة طريقه الصحيح، ولم يخيب الرجاء، فكانت جولاته بعدها، كما عهدنا به، رافعاً راية الوطن عالياً، يسنده جمهوره الذي تقاطر من كل أنحاء الإمارات، شاقاً طرقاً من البحر والجبل ومن خلف الرمال الحمراء، ومن خلفهم الدعوات الصادقة الخارجة من قلوب وبيوت الساكنين، مواطنين ومقيمين· كانت فرحة الإمارات بالأمس طاغية، وعارمة، كانت للناس كلهم، صدقاً لهذا البلد الذي يحتضنهم، وجميلاً لخيره المديد والعميم، وبشرى للرجال الذين يقفون خلف الإنجاز، ببعد نظرهم ودعمهم، وتلك الروح التي يبثونها في الصدور من أجل النجاح والتفرد· تلك ميزة كرة القدم، لها حضورها وفرحها، لها هذا الدويّ الذي تخلقه، والشهرة التي تطوق بها من يحبها ويبذل من أجلها ومن أجل التنافس الرجولي الشريف غاية الجهد، ومطلق العطاء، وذلك التفاؤل الذي يقدر أن يطير بالنصر والفوز· كل التقدير والشكر الجميل لطاقم منتخبنا الوطني لاعبين ومدربين وإداريين، ومن قبل كل من ساهم في دفع شر التشاؤم، وتقديم دعوة التفاؤل من أجل أن يظهر المنتخب منصوراً، بالغا أولى خطوات مجده، ورفعة شأنه· تلك الروح الجميلة التي تحلى بها الجميع، كانت هي التي صنعت نصر الأمس، وقادرة أن تهيئ نصر الغد، فقط نريد أن ننسى من جديد هزيمة الأمس ونصر الأمس، ونجعل الوطن هو الحادي والهادي من أجل القادم الأجمل، الأبيض قادر أن يصنع الممتع، وقادر أن يتوج الرؤوس بالفخر، والإمارات وأهلها يستحقون الكثير· نقولها ''مبروك·· ومنصور'' يا الأبيض دائماً وأبداً··