كُل من توجه إلى ستاد آل نهيان بنادي الوحدة أمس توقع أن يشاهد المنتخب الوطني وهو يواجه إيران، بتشكيلته الأساسية التي يخوض بها مباراة افتتاح خليجي 18 أمام عُمان لاسيما أنها التجربة الأخيرة التي تحدد كل الملامح، ومن خلالها يستقر ميتسو علي القائمة التي ستمثل الإمارات بالبطولة· وبغض النظر عن النتيجة التي تتضاءل قيمتها طالما أننا بصدد التعامل مع مباراة تجريبية والقاعدة تقول أن تخسر في مباراة ودية وتكتشف عيوبك وأخطاءك أفضل من أن تكسب في تلك التجارب ولا تعرف سلبياتك! وما لاحظناه في التجربة الأخيرة أن ميتسو لا يزال يجرب، سواء على صعيد التشكيلة أو فيما يتعلق بطريقة اللعب، فالشوط الأول لعبه ميتسو بمهاجم واحد، ثم غير الطريقة في الشوط الثاني معتمداً على مهاجمين اثنين رئيسيين، فزادت معدلات الخطورة والفاعلية، لاسيما بعد بناء الهجمات عن طريق الأجناب· والخسارة أمام إيران لا تدعو للانزعاج والقلق، وأتذكر تجربة منتخب مصر مع بطولة أمم افريقيا الأخيرة عندما خسر أمام جنوب افريقيا بهدفين نظيفين في آخر تجاربه ثم عاد بعد أيام قليلة وكسب كل مبارياته بالبطولة، باستثناء تعادله السلبي مع المغرب في الدور الأول، ونجح يومئذ في الفوز باللقب الافريقي، برغم حالة القلق التي انتابت الجميع قبل بدايتها، حتى ذهب البعض إلى توقع عدم فوز مصر سوى على منتخب ليبيا في الافتتاح! كلما اقترب موعد دورة الخليج، ظهر على السطح اسم البحريني أحمد سالمين، لا لشيء ولكن لأنه صاحب أول هدف في تاريخ الدورة وبرغم أن ذلك الهدف، كان أول وآخر هدف يسجله سالمين في تاريخ الدورة إلا أنه يصبح دائماً هدفاً للصحافة والتلفزيون، قبل أيام من كل دورة الخليج ليروي قصة ذلك الهدف الذي سجله يوم 27 مارس عام 1970 بمرمى قطر في مباراة الافتتاح، وبرغم أن ابنه محمد سالمين سجل أضعاف أضعاف ذلك الهدف إلا أنه لم يصل إلى شهرة والده· لقد عودتنا كرة القدم على أن هدفاً واحداً يمكن أن يضع صاحبه في دائرة المجد والشهرة، تماماً مثلما حدث في كأس العالم عندما سجل الفرنسي لوسيان لوران هدفاً في مرمى المكسيك في افتتاح البطولة الأولى بالأورجواي، وبرغم أن لوسيان لوران الذي اشتهر باسم توتو لم يسجل غير ذلك الهدف في كأس العالم، إلا أنه بقى محل احترام وتقدير كل عشاق كرة القدم إلى أن وافته المنية عن عمر يناهز 97 عاماً، وفي كل مرة سأل فيها أحد الإعلاميين لوسيان لوران عن قصة ذلك الهدف، كان يروي أدق التفاصيل وكأنه يحكي أسطورة من أساطير القرون الوسطى· وبالطبع كان السوري أحمد قدور محظوظاً عندما استضافت أبوظبي تصفيات المجموعة الأولى المؤهلة لنهائيات أمم آسيا الثامنة، وذلك في افتتاح مدينة زايد الرياضية نوفمبر ،1979 وضمت المجموعة كلاً من الإمارات وسوريا والبحرين ولبنان، وخلال التصفيات انسحب منتخب البحرين احتجاجاً على التحكيم، وتم إلغاء نتائج الفريق، ونتج عن ذلك أن كل المباريات التي جمعت بين الإمارات وسوريا ولبنان انتهت بالتعادل السلبي إلا مباراة واحدة التي جمعت بين سوريا ولبنان، حيث فازت سوريا بهدف واحد للاشيء سجله اللاعب أحمد قدور، وانتهت التصفيات وفاز قدور بلقب هداف المجموعة·· برصيد هدف واحد·!