اليابان ولأول مرة بعد إعلان هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، تقرر أن تنشئ وزارة للدفاع، معتبراً رئيس وزرائها أن استحداث وزارة الدفاع جاء بناء على رهانات الأمن القومي الياباني التي تغيرت بعد انتهاء الحرب الباردة، وما تقدم عليه اليابان اليوم هي خطوة للخروج من نظام ما بعد الحرب الباردة، وبناء الأمة اليابانية، جاء ذلك ضمن احتفالات اليابان السنوية بـ ''سن الرشد'' وهو احتفال لبلوغ أبناء اليابانيين سن العشرين من عمرهم، والذين يعدون عماد البلاد واعتمادها· ما شهدته اليابان من تقدم في كافة المجالات، جاء نتيجة استسلامها وتخليها ''إلى الأبد'' عن شن الحروب كما جاء في دستورها الصادر عام 1974م، وتوجيه كل طاقاتها نحو الإنتاج السلمي والابتكار العلمي، وغزو العالم بتكنولوجيا متطورة ورأسمال كبير، وكانت اليابان خلال الأعوام الستين المنصرمة تدير شؤون دفاعها من خلال وكالة للدفاع تتبع لمجلس الوزراء، في حين الوزارة الجديدة تتمتع باستقلالية وميزانية خاصة، واحتفظ الجيش الياباني بمسماه القديم ''قوات الدفاع الذاتي'' فهل تعد هذه خطوة نحو تصاعد طموح كوريا الشمالية وبرنامجها النووي، وتهديدها المستمر؟ المعروف عن اليابانيين أنهم شعب صامت لكنه عامل، وإن احتج موظف على مديره أو شعب على حكومته، اكتفوا بلبس شريط على الذراع، دليل عدم الرضا أو هناك كلام يفيد بالمعارضة، تاركين الملاسنة والتلاسن للشعوب التي تحب ''الحكي والّت والعجّن'' والتي قلما يخلو مجلس نيابي فيها من المتلاسنين أو المتضاربين على طريقة البرلمانات في شرق آسيا أو المتزاعلين المتفاتنين على طريقة البرلمانات العربية أو بعض اجتماعات القمم العربية أو على طريقة السياسيين اللبنانيين التي تحمل شعار أن الحرب مبدأها الكلام: ''بدك تعتصم·· بدك تخرّب السوليدير·· بدي أفجرّ لك مفاجأة، بدك تقطع طريق المطار·· بدي أقصف الأوزاعي وأركّب جسوره لصيدا، بدك تأخذ الطريق العسكري·· بدي أوَصَلّك للمختارة ولو على رجل عرجا·· ويا الله ياشباب·· بدنا نعمل مشكل·· والشباب طبعاً جاهز''· وآخر هذه الملاسنات السياسية العلنية وأمام الجماهير المحتشدة ووسط احتفال رسمي وشعبي بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتوقيع معاهدة ''نيفاشا'' للسلام في مدينة جوبا، كانت بين الرئيس السوداني عمر البشير، ونائبه الأول سلفاكير الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس حكومة الجنوب، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، بدأ التلاسن من طرف سلفاكير معبراً عن سخطه على حزب المؤتمر الوطني برئاسة عمر البشير، ومماطلته في تنفيذ اتفاقية ''نيفاشا'' للسلام، مما جعل الرئيس عمر البشير يطوي ورقة خطابه الرسمي، ويشن هجوماً صارخاً، مدافعاً عن حزبه، مهاجماً الحركة الشعبية، معلناً أنه دفع لجون قرنق 60 مليون دولار عداً ونقداً، لكي يحضر أعضاء الحركة الموزعون في بقاع العالم إلى الخرطوم للتباحث وليس للتلاسن· حتى الآن لم يحضر أحد، وقرنق مات في حادثة طائرة، والمطالبة بالانفصال تتسع رقعتها كل يوم، ودارفور تعاني، والشعب السوداني الوحيد من بين شعوب العالم الذي لم يعرف خطة تنموية واضحة المعالم، وفي أي قطاع، رغم أنه يسكن في بلد يعد قارة كبيرة، أرضه كلها خير·· بس ''الزول'' ما داير·