قبل انتصاف نهار أمس الأول دلفت مجموعة من الطالبات الى مقهى'' شيشة'' في منطقة النادي السياحي، وبدا أنهن قد خرجْن من مدرسة قريبة بعد أن أنهيْن اختبارات ذلك اليوم من امتحانات الفصل الاول التي تجرى حاليا لمختلف المراحل الدراسية· بعض المارة الذين أبدوْا استغرابهم من المشهد غير المألوف، كانوا يسمعون نفس الرد تقريبا ، ألم يصلكم بعد نبأ الموضة السائدة عن المذاكرة الجماعية في المقاهي؟· وقيل إن مشهد هذه النوعية من الطالبات يتكرر مع الامتحانات، حيث يجتمعن للحديث عن كل شيء، من أحدث صيحة في الموضة ونجوم السينما والمسلسلات المكسيكية وغيرها من الاهتمامات البعيدة آلاف الأميال عما له علاقة بالدراسة· وبالفعل من يلج المقهى ذا الديكور الفخم، يلاحظ الركن الذي أصبح خاصا بهذه الفئة الجديدة، والأصوات التي تتعالى منه بحجة أنهن يراجعن إجاباتهن وسط سحب دخان الشيشة!· وإذا كان هناك من يُلام في مثل هذا الأمر، فهم أولياء أمور أمثال هؤلاء الفتيات، الذين لا يدرون المكان الذي يقصده بناتهن بعد الخروج من المدرسة أو الترجل من الحافلة المدرسية، وقبل أن نلوم صاحب المقهى الذي يقدم الشيشة إلى قُصّر رغم كل التعليمات والأوامر المشددة من جانب جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، المسؤول عن متابعة هذه الأمكنة التي تعد - في نظر التربويين والاجتماعيين - من أخطر البؤر التي يبدأ منها انحدار المراهقين نحو مزالق الخطر· من ناحيتي شعرت بألم شديد من جراء المشهد الذي فوجئت به، ورأيت فيه امتدادا لذلك الانتشار القاتل والخطير لمقاهي الشيشة على اختلاف فئاتها ودرجاتها وديكوراتها في الأحياء السكنية، بحيث زادت أعداد هذه المقاهي في بعض الأحياء عن محال البقالة، وبلغ التنافس بينها مبلغا لا يوصف، وهي تتسابق لأجل اجتذاب أكبر شريحة من الأغرار·