الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام والابتكار

3 ديسمبر 2007 23:07
قد لا تكون أسماء مثل ناصر الدين الطوسي وابن النفيس معروفة لدى العديد من الناس، كأسماء اسحق نيوتن أو ألبرت أينشتاين· إلا أن هؤلاء العلماء المسلمين وغيرهم من القرنين الثاني والثالث عشر ينتمون إلى مجموعة من عظماء المفكرين الذين شكلت أعمالهم أسس العلوم الحديثة· مثله مثل تاريخ الصين، يعتبر تاريخ العلوم والابتكارات الإسلامية واحداً من حقبة من الازدهار العظيم تبعته فترة انحطاط وتراجع شديدين؛ واليوم تبلغ نسبة الإنفاق على البحوث والتطوير في الدول الـ57 الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي 0·38 بالمائة فقط من مجمل الدخل المحلي، مقارنة بمعدل بلغ 2·36 بالمائة على المستوى العالمي· ليس هذا مجرد مؤشر على الفقر النسبي، فالدول المنتجة للنفط من بين الأقل التي تستثمر في البحوث كنسبة مئوية من ناتجها المحلي الإجمالي، وهو عدد أقل من الـ 15455 منشورا علميا التي أصدرتها جامعة ''هارفرد'' وحدها؛ ولم يستطع استطلاع أجري عام 2002 حول العلوم في المنطقة تحديد أكثر من ثلاثة مواضيع برزت فيها هذه الدول، وهي: تقنيات تحلية مياه البحر وبحوث توالد الجمال وصقور الصيد؛ وقد أدى ذلك ببعض المعلقين لأن يقترحوا بأنه قد يكون هناك أمر ما يتعلق بالإسلام يعادي التجديد والإبداع والابتكار، إلا أن الصورة قد بدأت بالتغير· برزت عبر العالم الإسلامي خلال الشهور الأثني عشر الماضية إعلانات ملفتة للنظر، ففي مايو عام ،2007 أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤسسة قوامها عشرة مليارات من الدولارات لإيجاد مراكز بحوث في الجامعات العربية؛ وفي نيجيريا صبت الدولة ما مجموعه خمسة مليارات من الدولارات في صندوق لتطوير التقنيات البترولية لدعم البحوث والتعليم· وفي قطر تم إنشاء مدينة تعليمية على مساحة عشرة آلاف دونم خارج الدوحة تضم أحراما جامعية لخمس من أكبر الجامعات في العالم، قبل ذلك وفي أغسطس عام 2006 وضع الملك عبدالله ملك المملكة العربية السعودية حجر الأساس لجامعة كلفتها 2·6 مليار دولار مكرسة للعلوم والتكنولوجيا في مدينة الطائف، وفي ديسمبر من العام الماضي أطلق الرئيس المصري حسني مبارك ''عقد العلوم والتكنولوجيا''· يبقى علينا أن نرى مدى وسرعة تحرك الدول بشكل فردي إلى أعلى جداول مجموعة الدول الابتكارية· قلة هي تلك الدول التي يحتمل أن تتنافس مع أوروبا واليابان أو الولايات المتحدة في المستقبل المرئي أو مع القوى العلمية التي بدأت تظهر كالصين والهند· ولكن كما أثبتت دول صغيرة مثل فنلندا وإيرلندا وسنغافورة بعض قصص النجاح من الابتكار العالمي خلال العقد الماضي، كذلك قد يفاجئنا العالم الإسلامي· في الغرب، وبفضل جهود فضلى لـ''ريتشارد دوكنز'' و''كريستوفر هتشنز'' وغيرهما، هناك نزعة متجددة لرؤية الدين والعلوم كقطبين متعاكسين، في أماكن أخرى هناك أحياناً قبول أعظم بأن للإيمان مكانة إلى جانب الدلائل والمنطق· أخذت المزيد من الحكومات الإسلامية تثبت على أنها الأكثر مساندة للبحوث العلمية· إيران، على سبيل المثال، هي الدولة الشرق أوسطية الأولى التي قامت بتطوير خلية جينية بشرية· فلا يخلو السبيل إلى عالم إسلامي أكثر ابتكارية من المعوقات، إذ تبقى هناك بعض التحديات المثبطة للهمة· ما زالت هناك هجرة دماغية كبيرة إلى خارج العالم الإسلامي، حيث يسعى العديد من العلماء والمهندسين الموهوبين لمتابعة مستقبلهم العلمي في أميركا أو أوروبا، ولا توجد سوى مؤشرات قليلة على انسياب العائدين الذين كان لهم وقع في الصين والهند· سؤال أخير أساسي، هو ما إذا كانت المجتمعات التي ما زالت تقاوم الديمقراطية والحوار المفتوح تستطيع أن تصبح بصدق مواقع ساخنة للإبداع والابتكار والاختراع؟ وقد توصل ''بيرفيز هودبوي'' -العالم الباكستاني البارز- إلى نتيجة في مقال في مجلة ''الفيزياء اليوم'' مفادها: ''يتوجب على الكفاح لإدخال العلوم، أن يسير جنباً إلى جنب مع حملة أكثر اتساعاً لإخراج التزمت الصارم وإدخال الفكر الحديث والفنون والفلسفة والديمقراطية والتعددية''· جيمس ويلسدون مدير مشروع أطلس الأفكار في دار البحوث DEMOS خدمة كومن جراوند الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©