بعد الفوز على فيتنام في ذهاب المرحلة الأولى لتصفيات المونديال عمت الشارع الإماراتي فرحة غامرة، من منطلق أن ذلك الفوز يُعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، بعد الخسارة المؤلمة للأبيض أمام فيتنام في النهائيات الآسيوية· وبعد الفرحة التي تزامنت مع أفراح العيد السعيد، هدأت شلالات الفرح وتحول الجميع إلى الحديث عن ضرورة اكتمال المشهد بالفوز مجدداً على فيتنام في لقاء الإياب حتى يُطيح الأبيض بطموحات الأحمر الفيتنامي في تصفيات المونديال، تماماً مثلما أخرج منتخب فيتنام الأبيض من النهائيات الآسيوية· ** والآن يتكرر المشهد حيث الفرحة العارمة بالخُماسية النظيفة التي سجلها الأبيض في المرمى الفيتنامي، وتقدم بها خطوة على طريق التصفيات، حيث تحول من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثالثة فأصبح واحداً من أنجح عشرين منتخباً في التصفيات التي ضمت في البداية 43 منتخباً· وإذا كان من حق جمهور الأبيض أن يسعد بتخطي ''مأزق فيتنام''، إلا أن المنطق يفرض أن نتعامل مع الموقف من منظور أننا انتهينا من المهم، وبقي الأهم، فالقادم أصعب بكل تأكيد، حيث سيلعب الأبيض ضمن مجموعة يترأسها إما منتخب كوريا الجنوبية أو اليابان أو السعودية أو إيران أو أستراليا وهي المنتخبات التي مثلت القارة في آخر نهائيات المونديال، مما يستوجب استعداداً خاصاً لخوض غمار مرحلة أصعب إعتباراً من فبراير المقبل· أهم ما كسبناه من مواجهة فيتنام أن الأبيض أثبت قدرته على النهوض سريعاً ورد الاعتبار، تماماً مثلما حدث في ''خليجي ''18 عندما خسر في الافتتاح أمام شقيقه العُماني بستاد مدينة زايد، ومرت الأيام، وتمكن الأبيض من رد إعتباره للخسارة الوحيدة التي تعرض لها بالبطولة، وعلى نفس الملعب، وشتان الفارق ما بين خسارة يمكن تعويضها · وبين مكسب يقودك إلى منصة التتويج، ويبقى المكسب الأكبر في عودة الروح ، والثقة · ومعها استعادة الهيبة! من حق النمساوي الفريد ريد مدرب فيتنام أن نتقدم له بخالص الاعتذار، لأننا اعتقدنا أنه يتعمد خداعنا عندما صرح بأن فرصة منتخبه في الإياب لا تزيد على 10 في المئة وأثبتت المباراة أن معرفة ريدل بقدرات منتخب الإمارات، لاسيما على أرضه وبين جماهيره تمنح الأبيض أفضلية أكبر، فجاءت الخسارة الفيتنامية قاسية ومؤلمة، ولا تتوازى مع منتخب صعد لأول مرة في تاريخه لربع النهائي في آخر بطولة لأمم آسيا· وعاد إلى بلاده بخفي حنين، بعد أن تلقى - حسب تصريح مدربه - ضربة قاضية لم تكن في الحسبان· ويا منتخب فيتنام ·· عد إلى بلادك بخفي حنين، وسامحك الله بعد أن تسببت في إرباك برامجنا ، وتخريب ''دورينا''· ويا مستر ريدل ·· أرجوك إقبل إعتذارنا!